اعتراف #ar_confessions_510

انا يمكن اكتر حد في الدنيا عنده قصة غريبة مع الكرتون، وكل ما افتكرها بحس اني عايشة حالة مايعرفهاش غير اللي مر بيها… من وانا صغيرة كنت بتفرج على مسلسل الكرتون "عهد الأصدقاء"، ومع ان المسلسل فيه شخصيات كتير، انا كنت عيني وقلبي دايمًا على روميو، الولد الطيب اللي كان عنده قلب كبير وابتسامة بتطمن أي حد، كنت بستنّى الحلقة بشغف مش طبيعي عشان أشوفه، مش بس كمشاهد عادي، لا، انا كنت بحس إني عايشة معاه في عالمه، وأني واحدة من أصدقائه، وكأني جزء من قصته.
في البداية كنت بقول لنفسي إنه مجرد إعجاب، زي أي بنت بتحب شخصية بطل في فيلم أو مسلسل، لكن الإحساس كان أكبر وأعمق… كنت لما أشوف روميو بيتألم أو بيتبهدل في الأحداث، قلبي يتقبض بجد، وأقعد طول اليوم متضايقة، ولو حصل موقف حلو أو انتصر، بحس أنا اللي انتصرت معاه، وابتسامتي تبقى عريضة من الفرحة، لدرجة إني كنت أبكي معاه وأضحك معاه وكأننا عايشين نفس الحياة.
كبرت شوية، والمفروض إن الإحساس ده يروح، لكن لأ، بالعكس، اتطور… بقيت أدوّر على صور لروميو على النت، وأحتفظ بيها في ملفات سرية على اللابتوب، وبقيت حتى أرسمه بإيدي، وكل مرة أرسمه أحس إني برسم حبيبي اللي مفيش زيه، وأحيانا قبل ما أنام، أغمض عيني وأتخيله قاعد جنبي بيحكيلي عن يومه أو عن خططه، وكأني عايشة قصة حب حقيقية مع حد مش موجود أصلاً في الواقع.
الأغرب إني بقيت أقارن أي شاب في حياتي بيه… يعني لو حد حاول يقرب مني، على طول دماغي تقول "بس هو مش زي روميو… مش بنفس طيبته ولا نظرته"، وده كان بيخليني أرفض أي مشاعر أو ارتباط، لأني مقتنعة إني مش هلاقي حد يملالي الفراغ اللي روميو سايبه جوا قلبي. حتى أوقات كنت ببقى قاعدة وسط الناس، وأسرح، وأعيش مشهد كامل مع روميو في دماغي، كأننا في شوارع إيطاليا زي في المسلسل، أو بنلعب وسط الأطفال ونضحك من قلوبنا.
في فترة الجامعة، اتعرضت لمواقف عاطفية حقيقية، لكن في كل مرة كنت ألاقي نفسي مش قادرة أنسى روميو، حتى لو الشخصية اللي قدامي موجودة بلحمها ودمها، أنا قلبي بيقول إن حبي الحقيقي جوّه الشاشة، وإن الشخص اللي حسسني بمعنى الحنان والأمان هو ولد كرتون عمره ما هيكبر ولا يتغير ولا يخون، وده يمكن اللي خلاني أتشبث بيه أكتر، لأنه مش زيه في الواقع.
دلوقتي، بعد سنين، أنا عارفة إن القصة دي غريبة، وإنه من الجنون إني أفضل متعلقة بشخصية كرتونية بالشكل ده، لكن مهما حاولت أقطع الحبل اللي رابط قلبي بيه، بلاقي نفسي برجع أشوف المسلسل من جديد، وأعيد المشاهد اللي فيها، وأحس نفس النبضة اللي حسيتها أول مرة شوفته، وكأني لسه البنت الصغيرة اللي كانت قاعدة قدام التلفزيون، بتتمنى لو تقدر تدخل جوه الشاشة وتعيش حياتها مع روميو طول العمر.
تاريخ الإرسال: 2025-08-10 - 13:56:21
تمت الموافقة: 2025-08-10 16:56:34
عدد المشاهدات: 177

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.