والله غير هذي حاجة أول مرة نحكيها، وربي شاهد عليّ، من يومها وأنا مانيش قادرة ننسى وش صار.
أنا بنت من الجزائر، عمري ١٨، عايشة في دار محافظة بزاف، يعني حتى نحكي على أمور البنات كيما العادة الشهرية ولا حتى نطلب فوطة صحية، نخمّم ألف مرة قبل.
من وقت ما بديت نكبر، كنت نسمع البنات في المدرسة يحكيو على العادة السرية، وبصراحة، كنت نجهل واش معناها. فضولي خلاني نبحث، وفعلاً، بديت نجرّب… ماشي بشكل دائم، لكن كنت نحسّ براحة مؤقتة، وبعدها نغرق في تأنيب الضمير ونقول: "يا ربي وش راهو يصرا فيّ؟"
والمصيبة الكبرى صرات نهار كنت وحدي في البيت، خوتي خرجو، وأنا گلت نغتنم الفرصة. سكرت الباب تاعي بالمفتاح، حطّيت السماعات، ونسيت روحي.
لكن… خويا الكبير رجع بكري من الجامعة، وما كانش عندو مفتاح الغرفة، راح جاب مفك البراغي، وفتح الباب على غفلة!
والله يا جماعة… كانت لحظة موت.
هو صدم، جمد في بلاصتو، وأنا طاح عليّ وجهي، ما قدرتش حتى نشوف فيه. ما قال والو، غير خرج وسكر الباب.
من داك النهار ما رجعش يهدر معايا عادي، صاير دايمًا ساكت، ونظرته لي تغيّرت.
وأنا… والله غير كرهت روحي، وليت نخاف حتى نطلع من الغرفة، ولا نشوف فيه.
ما قدرتش نحكي لماما ولا حتى لصاحبتي المقرّبة. حسّيت روحي وُصمت، رغم أنو الشي هذا طبيعي بزاف بنات يديروه، لكن ماشي بالطريقة اللي درتها.
وش تديرو في بلاصتي؟
نحكي معاه؟ نعتذر؟
ولا نخلي الوقت يدير خدمتو؟
أنا غارقة في الندم والحيرة، ومانيش عارفة كيف نرجّع الأمور كيما كانت…