#ar_confessions_654
منذ 1 يوم
من يوم ما توفى جدي وانا مو نفس الانسانه اللي كنتها قبل، كنت احبه بجنون، كان اقربلي من الكل، صوته وضحكته وطريقته حتى لما يعطس كانت تخليني احس بالامان، بس يوم راح.. كأنه الدنيا انطفت فجأه، ما قدرت اروح اشوفه وهو ميت، كنت مرعوبه، جسمي كله كان يرجف، كل الناس راحوا يودعوه وانا قعدت بمكاني ابكي زي الطفله، خفت، خفت اشوفه ميت واصدّق انه ما عاد موجود، ومن يومها صار عندي هاجس غريب، بخاف من كلمة “موت”، بخاف حتى لما اشوف جنازه بالتلفزيون، بتخيل كل شي ممكن يصير، بتخيل انه ممكن اموت وانا نايمه، ولا اشوف حد قريب مني يختفي فجأه، حتى لما اسمع اسعاف قلبي بدق بسرعه، ما بقدر اتخيل شكل الموت ولا فكرته، بحسها شي كبير ومرعب وبيسحب النفس من صدري، بحاول دايم اقنع حالي انه طبيعي وكل الناس رح تموت، بس عقلي مش راضي يستوعب، بحس كل شي مؤقت، كل ضحكه كل لحظه، وبتعب من التفكير، بحاول اعيش يومي عادي بس هالهاجس دايم يلاحقني، وبتجنب المواضيع اللي فيها جنايز او مقابر، حتى المسلسلات لو فيها مشهد موت بغير القناه، الناس بتفكرني قويه بس والله من جواتي انا مكسوره، من يومه مات، انا كمان متت شوي.
9
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_655
منذ 1 يوم
احيانا بحس اني صرت عايش بعالم مو واقعي، كل يوم بسمع نظرية جديدة، مؤامرة، مخلوقات فضائية، رماديين، ابواب لعوالم تانية، وكل شي بحس انو ممكن يكون صح، وبنفس الوقت بحس اني غبي اني مصدق او حتى مفكر فيها، يعني بضلني اتصفح مقاطع غريبة وادخل بنقاشات عن الطاقة الكونية والاكوان المتعددة، بس بعد شوي بوعى وبحكي لنفسي “شو عم تعمل؟”، بحسني تايه بين الواقع والخيال، ولا بعرف اذا الفضول اللي عندي صار مرض ولا بس هوس مؤقت، بس اللي متأكد منه اني لما بحاول اهرب من الواقع بروح لمكان اغرب منه، ولما برجع للواقع بحس اني ضيعت وقتي بعالم ما اله وجود يمكن غير بدماغي انا.
9
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_649
منذ 4 يوم
بص بقى.. انا من فترة كنت مخطوب لبنت شكلها ملاك، والله كنت فاكر اني مسكت السما بايديا، أهلها ناس محترمين كده من بره، وكلامهم حلو وكله ذوق، بس سبحان الله يا أخي، اللي بيبان من بره مش هو اللي جوا. الاسبوع اللي فات حصلت حاجة خلتني أعيد حساباتي كلها، أختها كانت متجوزة واحد محترم جدًا، راجل عالأصل متربي، ومكنتش عمري سمعت منه كلمة وحشة عنهم، فجأة لقيت الدنيا اتقلبت، البنت رفعت عليه قضية خلع، واهلها بيجرّوه في المحاكم عشان القائمة، والشقة، والتمليك، وبيقولوا عليه سرق ذهبها ومضربها، مع إن الراجل والله كل الناس في المنطقة عارفين انه صرف دم قلبه عالشقة وعالفرش وكل حاجة باسمها! الموضوع قلب فيلم درامي، بس من النوع السخيف اللي يخليك تقول الحمدلله إنك لسه عندك فرصة تهرب قبل ما تتورط. أنا بقى لما شفت اللي حصل، بدأت أربط حاجات كده كانت بتضايقني من غير ما أفهمها، زي مثلًا إن خطيبتي كانت دايمًا تدخلني في كلامهم العائلي وتسمع كلام أمها في كل حاجة بالحرف، حتى في حاجات تخصنا احنا بس، يعني لما اختلفنا مرة على شغلة بسيطة في الفرح، أمها هي اللي قررت، مش هي! وساعتها ضحكت وعديتها، قلت دي عيلة مترابطة… بس دلوقتي؟ لأ، أنا شايفها تحكم وتسلّط، واللي مش ماشي معاهم يمسحوا بيه الأرض. أنا مش ضد الست تاخد حقها لو في ظلم، بس لما يتحول كل خلاف بسيط لسلاح وتهديد بـ “القائمة” و “التمليك” و”هنرفع قضية”، لأ كده في مرض جوه النفوس. حسّيت إن الدنيا بتقولي “اهرب وانت لسه قادر”. والله يا أخي من يوم ما سمعت اللي حصل وأنا قلبي مش مرتاح، كل حاجة فيها بقت تقيلة عالنفس، نظرتها بقت مش زي الأول، بقيت أتخيلها لو حصل بينا حاجة بسيطة تعمل فيا اللي أختها عملته في جوزها، وألاقي نفسي متكبل في محكمة ومطلوب مني أدفع تمن حياتي اللي لسه ما بدأتش. فـ النهاردة، وأنا قاعد لوحدي، كنت ببص في المراية وقلت لنفسي بصوت عالي: “انت اتسرعت يا ابني، ربنا نجاك قبل ما تتعلّق أكتر”. مش عيب الواحد يعترف إنه غلط، العيب إنه يكمل وهو شايف الكارثة قدامه. يمكن يقولوا عني جبان أو انسحبت في آخر لحظة، بس أهو جبن شريف أحسن من زواج مذلّ. أنا خلاص قررت أفسخ الخطوبة قبل ما تتعقد أكتر، وهقولها بالحسنى، من غير فضايح ولا مشاكل، بس من جواي حاسس إني نجوت من مصيبة كانت ممكن تخلص عليّ.
9
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_650
منذ 4 يوم
بصراحه يمكن احقر شي عملتو بحياتي هو اني سمحت لنفسي احب اخو جوزي، ما بعرف كيف بلشت القصه بس كل شي صار طبيعي وغريب بنفس الوقت، كنت اشوفه دايم بالزيارات، نضحكه العاديه، المزح البريء، بس شوي شوي صار في شي بيني وبينه ما بقدر اوصفه، ارتباك، نظرات، شعور ممنوع بس حلو، هو اصغر مني بتسع سنين وكنت احكيله دايم "انت متل اخي الصغير" بس قلبي كان يكذبني. يوم من الايام فتحلي موضوع عالواتس من رقم غريب، حكالي انه هو، وانه مش قادر يوقف يفكر فيي، والله قلبي وقف، ما رديت بالبدايه بس الفضول قتلني، صرت احكي معاه، صرنا نحكي كل يوم، عرفت صوته حتى من نَفسه لما يكتب، كنا نحكي عن كل شي وعن ولا شي بنفس الوقت، بضحك وبخاف بنفس اللحظه، حاسه بذنب بيوجع معدتي، بس بنفس الوقت حاسه اني عايشه بعد سنين من الجمود، جوزي دايم مشغول، ما بحس انه بيشوفني اصلاً، لا كلمة حلوة ولا نظرة، وانا محتاجة احس اني مرغوبة، اني لسه الي تأثير، يمكن هو عارف هالنقطة ولعب عليها، بس ما قدرت امنع حالي، الواتس صار جزء من يومي، كل ما يرن قلبي يدق، حتى صرت اخفي الموبايل بطرق غبيه، مغيره الاسم برقم وهمي، وحافظة المحادثه بمجلد مقفل، كل شي بعمله وانا عارفه انه غلط، بس لما يحكيلي “اشتقتلك” بحس كل العالم ينسى غلطه. مرات بفكر اوقف كل شي بس كل مره برجع، يمكن لاني بحب الاحساس مش الشخص، او يمكن لاني محتاجه شي يكسر الجمود اللي عايشاه، بس كل يوم بخاف اكتر، بخاف ينكشف شي، بخاف من ربنا، بخاف من لحظة ممكن تهد بيتي كله، بس كمان بخاف من اليوم اللي يختفي منه هو وما يرجع يكتبلي.
7
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_651
منذ 4 يوم
بصراحه انا مش قادرة استوعب اللي بصير معي، بنتي عمرها ٧ سنين بس، لسه طفله، لسه المفروض بريئه وقلبي عليها، بس صرت أسمع منها كلمات ما بتطلع حتى من الكبار بذاك الشكل! بتحكيها بعصبيه، وبدون ما تفكر، وانا متأكده ميه بالميه انها مش فاهمه شو معناهم، بس كل مره بتسمعهم من الشارع، من أولاد الجيران، من البقاله، حتى من فيديوهات على اليوتيوب اللي المفروض تكون "للأطفال"، بس الظاهر ما في شي نضيف بعد اليوم. لما بتغلط وبتقول كلمه بشعه، بحس الدم بيجمد في عروقي، مش بس صدمه، كمان خوف... خوف من المستقبل، من الناس، من كيف ممكن تكبر بنتي بهالجو. بحاول أهدى، بحاول أحكيلها "هاي كلمه مش حلوه، ما بنقولها"، بس أوقات بتصير عنيده، بتعاند، وبتعيدها كأنها بتختبرني أو بتحاول تشوف ردة فعلي، وأنا بين نارين، بدي أكون أم حازمه، بس كمان ما بدي أخوفها ولا أحسسها إنها غلط أو مكسوفه من نفسها، لأن يمكن هي فعلاً مش فاهمه شو عم تحكي. أكتر شي مكسّرني من جوّا إني ما بقدر أشارك الموضوع مع حدا، لا أختي، لا جارتي، لا حتى صاحباتي، بخاف الناس تحكم، يحكوا بنتها وقحه أو مربيتها غلط، وأنا والله بحاول أربيها بأفضل شكل، بس الشارع صار يربي أكثر منا. تخيل يوم تكون بنتي زعلانه من اشي بسيط، وتصرخ بكلمه بذيئه! بحس قلبي بينط من مكانه، ومابقدر أسيطر على دموعي، خصوصاً لما أتذكر إني كنت دايمًا بحلم تكون بنتي مؤدبه، هاديه، بتخاف ربها، وتحكي كلام حلو زي الملاك. يمكن اللوم عليي، يمكن قصّرت بمراقبتها أو تركتها تلعب برا أكتر من اللازم، بس أنا كمان إنسانه، بشتغل وبجاهد، وما بقدر أكون مراقبه ٢٤ ساعه، بس والله بدي حل، بدي طريقه أوقف هالشي قبل ما تتعود عليه وتصير تعتبره طبيعي. حتى لما بروح على النوم بظل أفكر، أعاتب نفسي، أقول يمكن كنت صارمه زياده أو يمكن ما شرحتلها المعنى كفايه. مرات بحلم أقدر أشاركها كل مخاوفي بدون ما أخوفها، بس بخاف تفقد برائتها إذا شرحتلها معاني هالكلمات. المشكله مش بس الكلمه، المشكله باللي وراها، باللي ممكن تنزرع بشخصيتها من دون ما أحس، وكل يوم يمر بحس نفسي أضعف شوي، كأني عم أخسر معركه ضد الشارع وضد المحتوى وضد كل اشي حوالينا. يمكن لو كنت ببلد تاني أو بحيّ تاني كان الوضع غير، بس هون كل شي مسموع، كل طفل صار يقلد التاني، وأنا مش عارفه إذا لازم أمنعها تلعب برا أو أتركها تتعلم بنفسها، بس أكيد مش رح أتحمل أشوف بنتي تنزلق بهالطريق.
6
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_652
منذ 4 يوم
أعترف إني من جوّا شخص مليان أحكام سريعة وعنصرية تجاه جنسيات معينة ومرة بعيّب علي حالي قبل ما أعيّب على غيري، بحس إنه هالسلوك ظلم وحرام وبيشيل مني الراحة وبيخلّيني أنحرج لو فكرت في اللي بعمله، بس الغريب إني ما بقدر أتحكم فيه، أي شي صغير يثير العصب عندي: فريق كرة، نوع سيارة، ماركة تلفون، حتى بلد أو عشيرة أو أي حاجة بيصير عندي رد فعل غريب وعصبي وغالباً بلا مبرر، بحاول أبرر لنفسي وأقول يمكن تربيتنا أو الناس اللي حوالينا علمتنا، بس جوة قلبي بعرف إنه مش مبرر وبيبقى شعور بالذنب عميق، بحاول أخبي هالمشاعر عن أهلي وأصحابي عشان ما أجرح حدا بس كل ما حاولت أخفّيها بتتفجر بطرق تافهة وبتخلّيني أبعد عن الناس وأبقى متوتر، جربت اقرأ كتب عن التسامح، ركّزت على الدين وقلتل لنفسي إنو لازم أغيّر، رحت جلسات مع واحد مختص مرة بس مابقيتش مستمر لأن الخجل رماني وقلتلة ما اقدر احكي، كمان حاولت أصاحب ناس من الجنسيات اللي كنت بحكم عليهم لأغير نظرتي لكن ساعات بردّ عليّ العقل القديم وكأني اتعلّق بأفكار ما بديها تروح، أنا خايف أضر ناس بكلام أو نظرة أو تصرف رح يجرحهم ومش محتاج هالوزر، بكره نفسي على اللحظات اللي بتطلع فيها هالتصرفات وبدّي أخلص من هالمشكلة نهائياً وأكون إنسان أعدل وأرحم وأحترم الكل، بعتهد إنو رح أستمر بقراءة وتجربة نصائح عملية: المراقبة الذاتية، التعرض المتعمد للناس المختلفين، المحادثة المفتوحة مع مستشار محترم، الدعاء والاستغفار والعمل على التحكم في النفس نفسياً وروحانياً، وبكتب هالاعتراف صارح قلبي عن العيب اللي فيّ وباقول لنفسي قد ما أقدر: لازم تغيّر وتتحمّل مسئولية أفعالك لأنك مش مجرد فكرة، أنا عارف الطريق ما سهل لكني مصر وأطلب طريقة عملية تخفف العصب وتعلّمني أغير ردود فعلي لأني تعبت من الندم والخجل ومن احتمالية إني أظلم غيري من غير سبب.
5
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_653
منذ 4 يوم
كنت صغير، يمكن عمري شي ٨ سنين، وكنت دايم اروح ع المخبز اللي تحت بيتنا، كنت بحب ريحة الخبز الطازة والضحكة اللي كان يرسمها صاحب المخبز بوجهه كل ما يشوفني، كان يحكيلي "تعال ساعدني شوي يا بطل" وأنا أفرح، أحس حالي رجال كبير، أدخل لجوه، أساعده أصف الخبز، أكنس شوي، وأحكي معاه… لحد اليوم ما بنسى أول مرة صار فيها الشي اللي غير حياتي كلها، كنت واقف قريب من الفرن، الجو حار والريحة طيبة، هو ضحك وقاللي تعال شوي لجوه، وأنا بثقة الطفل اللي ما بيعرف شي، رحت، و… من هون بدأت الجراح اللي ما سكرت ولا رح تسكر. ما فهمت وقتها شو صار، بس حسّيت بشي غلط، وجع وغُربة وخوف، رجعت البيت وأنا ساكت، وقلبي عم يدق بسرعة، ما حكيت لحد، كنت خايف، مش فاهم، وصار فيني شعور بالعار رغم إني كنت طفل ما له ذنب، ومن يومها وأنا كل ما أشم ريحة خبز أو أشوف مخبز، بحس شي بيخنقني، بيرجعني لهديك اللحظة. كبرت، بس الطفل جواتي ما كبر، كل مرة أتقرب من حدا، بخاف، بحس بخطر، مرات بنفر من اللمس، من الحنية، من القرب، كأنه كل شي حلو صار مرتبط عندي بالخطر، ما قدرت أعيش طبيعي. الناس بتشوفني شخص ناجح، ومرتب، بس محد بيعرف إني بليل بنام وبصحى على كوابيس نفس المشهد، ولا مرة حكيت، لا لأهلي، ولا لصاحبي، ولا حتى للطبيب، يمكن لأني خايف ينحكم عليّ، خايف يقولولي ليش ما حكيت؟ ليش سكت؟ بس الحقيقة إني ما كنت قادر، ما كنت فاهم، واليوم بعد عشرين سنة، لسه الصوت جوا راسي بيحكي "يمكن غلطتك"، رغم إني بعقلي بعرف إني كنت ضحية، بس قلبي مش راضي يصدق. يمكن أقسى شي إنك تعيش عمرك وأنت بتحارب ذكرى انت ما اخترتها، وأنا فعلاً تعبت من الحرب هاي، من الكتمان، من التمثيل إنو كل شي تمام وأنا من جوا متكسر، ما عاد بدي شي، بس بدي يوم واحد أنام فيه من غير ما يزورني الماضي، من غير ما أشم ريحة الخبز وأحس بخوف طفل عمره ٨ سنين ما كان لازم يعرف القذارة بهالعمر.
6
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_644
منذ 5 يوم
انا ما بنام بالليل متل الخلق، في صوت جواتي بيضل يصرخ كل ما اتذكر اللي عملتو قبل تسع سنين، يوم قررت بإيدي وبكل برود اني انهي الحمل... كنت حاسة اني ما بدي طفل ثالث، كنت مقتنعة انه عندي ولد وبنت وكفاية، وكنت خايفة من المسؤولية، من التعب، من المجهول، بس ما كنت فاهمة اني فعلاً عم ارتكب جريمة بحق مخلوق كان جواتي، مخلوق كان بيتنفس من نفسي وانا قررت أقطع عنه النفس... كنت حامل بشهري التاني، لما حسّيت بأعراض غريبة وطلعت حامل، أول شي نزلت دمعة، بس مو دمعة فرح، دمعة خوف وتوتر، قلبي كان مقبوض من فكرة انه في حياة جديدة جاية وانا مش جاهزة، حتى زوجي وقتها ما كان عارف، قلت لحالي “ما رح يعرف، وما رح يتأثر”، وفعلاً عملت كل شي بالخفى، كنت لحالي بالمطبخ يوم أخدت الحبوب اللي عطتني إياها وحدة من صديقاتي، قالتلي “شي طبيعي، نص البنات بيسووها، لا تكبّريها”، بس ما كانت تعرف شو يعني لما الدم يطلع من جسمك ومعاه قطعة من روحك. بعدها بيومين حسّيت وجع ما بينوصف، جسديًا ونفسيًا، وضلّ وجعي مستمر أيام، بس الوجع اللي جوّاي بعدين كان أقوى من أي شي، صار كل ما أشوف طفل صغير، خصوصًا بعمر التسعة سنين تقريباً، بتخيل كيف كان ممكن يكون شكله، صوته، ضحكته، حتى كيف كان ممكن يركض بالبيت، يمكن كان يشبهني أو يشبه أبوه، يمكن كان رح يغيّر حياتي كلها، بس أنا ما عطيتو الفرصة حتى يجي عالدنيا... اللي بيوجع أكتر انه ما حدا بيعرف، حتى زوجي ما بيعرف، بيحسب انه بعد البنت سكّرنا الموضوع لأننا اتفقنا نوقف، بس هو ما بيعرف انه أنا كنت السبب الحقيقي، وانه يمكن لما كان يسألني "ما ودِك بطفل ثالث؟" وانا أجاوب "لا خلاص، كفاية"، كنت جاوب وأنا فيني ذنب قاتل. كل مرة أروح على عزا أو أسمع حدا فقد طفله، بحس بخنقة غريبة، كأني أنا السبب بموته، مو لأنهم يعرفو قصتي، بس لأن ضميري بيذكرني باللي عملتو. حتى بالدعاء ما بعرف شو أحكي، بخاف أطلب المغفرة لأن حاسة انه اللي سويتو ما إله مغفرة، بخاف أقول “يا رب سامحني” لأن بحس انه في روح صغيرة معلقة، يمكن واقفة عند باب الجنة عم تستناني تسألني “ليش يا ماما؟” وكل مرة بتخطرلي هالعبارة، بتنزل دموعي لحالي، بصمت، وأنا عم أضحك قدام الناس وأتصرف طبيعي، بس قلبي مش طبيعي من زمان. أحيانًا بسمع صوت خيالي بيقوللي "أنا كنت ممكن أكون هون"، خصوصًا لما بشوف أولادي نايمين، بحس انه في واحد ناقص بينهم، في فراغ غريب ما بينحضن ولا بيتعوض، فراغ عمره تسع سنين، بس بيكبر معي كل يوم، وبالليل، لما الدنيا تسكت، بيصحى الضمير اللي ما مات، وبيحكي معي بصوت الجنين اللي ما عاش.
9
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_645
منذ 5 يوم
انا من برّة ببين متزوجة عادي، مبتسمة قدام الناس، بصورنا بنبان عيلة عادية، بس الحقيقة بعيدة كل البعد عن اللي بيشوفوه، الحقيقة اني من أول سنة زواج وأنا باخد حبوب منع حمل من ورا ظهره، وبخبيهم جوّا علبة فيتامينات قديمة حتى لو فتّش ما يشك بشي، هو بيفكر اني ما صار حمل لأنه “لسا الله ما كتب”، بس أنا اللي ما بدي الله يكتب، مش لأنو ما بحب الأولاد، بالعكس، بحب الأطفال لدرجة اني ما بدي يجي طفل يعيش وسط علاقة مش مستقرة، علاقة فيها شك وخوف وتردد أكتر من الحب نفسه. لما تزوجنا كنت مفكرة اني أخيرًا رح أعيش أمان، بس مع الأيام اكتشفت اني تسرّعت، هو طيب، بس متقلب، عصبي، وبسيطر بكل شي، قراراتي، لبسي، شغلي، حتى علاقاتي مع أهلي صارت محسوبة، وكل مرة بحكي لحالي يمكن يتغير، يمكن يتحسن، بس بعد أربع سنين من الزواج ما تغير شي، بل زاد سوء، وصرت أحس اني محبوسة، مش شريكة، وأنا داخلي كله يرفض فكرة أجيب طفل يكون السبب في إني أظل بهالزواج اللي ما فيه أمان ولا محبة. كل مرة بطلع معه وبشوف الأطفال بالشارع، بسمع منه جمل مثل “نفسي يصير عنا بيبي صغير”، وبضحك له بوجهه كأنه كلامه بفرحني، بس الحقيقة اني بكون متوترة من جوّا، قلبي بينقبض، وبكل مرة بخلّيني أوعد نفسي أكتر اني ما أخلي شي يصير، مرات لما بتأخر الدورة بحس بخوف مش طبيعي، بظل أراقب نفسي، وأعد الأيام، وبس أتأكد انه ما صار حمل بحس براحة فظيعة، وورا هالراحة بييجي إحساس بالذنب، ذنب لأني بخدعه، وذنب لأن جزء مني عارف اني عم أعيش حياة مزدوجة. في ليالي معينة لما بيحكيلي “تخيلي لو عندنا بنت تشبهك”، بضحك وبقله “يا ريت”، بس وأنا بقله هيك بحس كأنه في شي جواتي عم يموت، لأني بعرف انه ما رح أخلي هيك شي يصير، يمكن بعدين أندم، يمكن بعدين أتمنى، بس هلأ ما بدي أجيب روح جديدة لعالم أنا نفسي مش متصالحة فيه. المشكلة اني مش قادرة أواجهه، ما بقدر أقولله “أنا ما بدي أولاد منك” لأنه ممكن ينهار كل شي، ومش لأني بحبه، لأني ببساطة مش جاهزة للانفصال، بخاف من الطلاق، بخاف من كلام الناس، بخاف من الوحدة، بس كمان بخاف أضحي بحياتي لأجل صورة اجتماعية فاضية، يمكن الحبوب اللي باخدها هي الشي الوحيد اللي بحس فيه بتحكم، الشي الوحيد اللي بإيدي، لأن كل شي تاني صار بإيده هو. أوقات بوقف قدام المراية وبسأل نفسي “لهون رح تظلي تكذبي؟”، بس الجواب بيضل ساكت، يمكن لأن ما عندي الجرأة أجاوب، يمكن لأني بعرف انه لو واجهت الحقيقة لازم أقرر، وأنا لليوم مش قادرة أقرر إذا بدي أكمل معاه أو أهرب، بس اللي بعرفه أكيد انه ما رح أجيب طفل يعيش بهالضباب، وما رح أخلي إنسان جديد يدخل لحياة أنا نفسي ما عاد بعرف إذا بديها ولا لأ.
12
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_646
منذ 5 يوم
انا ما بعرف شو يعني اشفق على شاب، حتى لما بشوف واحد منهك، شغله قاتلو، أو وجهه مهدود من التعب، ما بحس نحوه بأي رحمة، بحس انه لازم يتحمل، لازم يشد حاله، لأنو ما حدا عطاني أنا فرصة وقت كنت بمكانه، ما حدا وقف معي وقال "الله يعينك"، بالعكس، كلهم كانوا يضحكوا، يشمتوا، أو يتجاهلوني كأني مش موجود. لما كنت صغير، كنت فقير لدرجة كنت احلم بصندويشة زعتر، كنت أروح المدرسة بأواعي نصها ممزق ونصها من أولاد الحارة اللي خلصوا منها، كنت بشتغل بعد المدرسة بمحل خضرة، وبعدين بمخبز، وبالليل بنام ريحتي طحين، وكل يوم كان في واحد يمرق يرمقني بنظرة شفقة مقرفة، ومن يومها قررت ما بديها من حدا، ولا بدي أعطيها لحدا. كبرت، وتعبت، ودفعت كل شي من صحتي وعمري، اشتغلت بوظايف ما بيقبلها غير اللي ما عنده بديل، نظفت مخازن، اشتغلت بواب، اشتغلت بمصنع بلا تهوية، وانضربت، وانظلمت، وكل مرة كنت أقول لحالي "يوم رح ييجي دورك"، وفعلاً إجا، بس يوم وصلت ووقفت على رجلي حسّيت انو العالم بده ينقلب، الكل صار يطلب مني معروف، دعم، مساعدة، كلمة حلوة، وأنا جوّاي صار جاف، ما بطلع مني حنية، ولا تعاطف، يمكن لأن الحنية انحرقت جوّاي من كتر القهر اللي مرّ عليّ. أنا بشوف الشاب اللي بيتذمر من شغله وبيقول "تعبت" وبيوقف بدخان الكافيه الفخم، وبضحك، مش شماتة، بس لأنو ما بيعرف شو يعني فعلاً تعب، ما بيعرف شو يعني تشتغل وانت جعان، أو تنام ببيت سقفه بيسرّب مي، أو تطبّق الليل عشان توفر أجار الغرفة، فكيف بدك أتعاطف معه وهو شايف الدنيا ظالمة بس لأنه دوام زيادة ساعتين؟! أنا ما بشوف الشفقة شي حلو، بشوفها سمّ، بتضعف اللي قدامك، بتخليه يتعود على دور الضحية، وأنا ما بحب الضحايا، بحب اللي يكافح، اللي ينكسر بس يرجع يقف، اللي ما يستنى حدا يشيله، لأنو محدا شالني، محدا ساعدني، أنا بنيت نفسي من لا شي، من تراب الطريق، من القرف، من وجع الإهانة، فليش بدي أتعاطف مع حدا ما مرّ بهالطريق؟ بس رغم كل هالصلابة اللي بظهر فيها، في داخلي في شي بينغزني أوقات، لما بشوف حدا مريض فعلاً، أو عنده إعاقة، هون بس، قلبي بيحنّ، لأن هدول الناس فعلاً ما اختاروا ضعفهم، ما عندهم فرصة يثبتوا نفسهم بنفس الطريقة، أما غير هيك؟ لا، ما بحس، ولا بدي أحس، لأن العالم علمّني انه الشفقة تخلّيك أضعف، واللي يضعف يُدهس، وأنا قررت من زمان أكون دايمًا اللي يوقف، مش اللي يندعس.
10
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_647
منذ 5 يوم
أحياناً بقعد مع حالي وبسأل: أنا فعلاً ذكي؟ ولا بس محظوظ زيادة عن اللزوم؟ كل شي صار معي بالحياة بحسّه صدفة، مش ترتيب، مش تخطيط، حتى لما الناس بتمدحني وبتحكي "عن جد دماغك رهيبة"، أنا ببتسم بس من جوّا بضحك، لأني بعرف انو أغلب اللي صار معي كان صدفة محضة، كأني ماشي عالعمياني والدنيا بترتبلي الأمور لحالها. لما أتذكر أول شغلة اشتغلتها، كنت رايح أوصل ورقة لصاحبي وطلعت قابلت مدير الشركة بالصدفة، حكى معي دقيقتين، وقاللي "تعال جرّب معنا"، ومن يومها بلشت مسيرتي اللي الناس بتفكرها “مبنية على تعب وذكاء”، بس الحقيقة إنها بلشت بلقطة عشوائية. حتى بالقرارات الكبيرة، والله ما بفكر فيها بعمق، بتصير هيك بالحدس، كأني بحط ايدي بمكان مظلم وبسحب ورقة، وبتطلع هي الورقة الصح! مثل مرة كان عندي مشروع معقد، الكل فشل بحله، وأنا قاعدة هيك، خطر ببالي فكرة سخيفة، جربتها، وانحلت، الكل صفق وقال عبقري، وأنا من جوّا مش مستوعب كيف خطر ببالي هيك اقتراح أساسًا، يعني مش تحليل ولا خبرة، هي لحظة غريبة كأنها نغزة بتصيب دماغي وبتفتح باب، باب بيختفي بعد دقيقة وما بعرف كيف رجعتله. كل نجاح صار معي بحياتي مش فاهم مصدره، مش منظم، مش متوقع، كأنو الحياة بترميلي العظمة وأنا ماشي بالغلط. يعني حتى المرات اللي كنت فيها على وشك أخسر كل شي، فجأة بصير ظرف صغير، تليفون، شخص، تأخير بثواني، وكل شي بينقلب لصالح، لدرجة مرات بخاف، بخاف من كمية الصدف اللي أنقذتني، كأنو في شي فوق العادة، أو اني ماشي عحبل القدر بطريقة مريبة. الناس بتحب تقول “انت بتجتهد” وأنا ما بنكر إني بتعب، بس التعب لحاله مش مبرر كل اللي صار معي، في ناس تعبهم أضعاف وما صار معهم هيك، فليش أنا؟ يمكن لأني ببساطة مش بخطط كتير، بخلي الدنيا تشتغل، بخلي الأحداث تمشي وتاخدني معاها، ومش رح أكذب، لحد الآن كل مرة بمشي بالصدفة بتطلع النتيجة أحسن من أي خطة فكرت فيها. بس الغريب اني لما بصفن، بحس بخوف غريب، بخاف يخلص الحظ، لأن ما عندي غيره، ما عندي وصفة نجاح، ما عندي نمط أو طريقة أو نظام، عندي بس سلسلة حوادث غريبة مشتني لهون، ولو يوم الحظ قرر يوقف، يمكن أنا كمان أتوقف، يمكن أكتشف اني فعلياً ما كنت عبقري ولا شي… بس واحد الحياة كانت تحبه شوي زيادة.
12
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_648
منذ 5 يوم
هحكيلك حاجه يمكن تبان تافهه بس بالنسبالي كانت غريبه اوي، انا فاكر يوم حصلتلي حاجه لحد دلوقتي مش قادر افهمها ولا اعرف ازاي حصلت، كنت راجع من الشغل متأخر جدًا، الساعه يمكن كانت واحده بعد نص الليل، والدنيا كانت فاضيه خالص، ركبت تاكسي من عند موقف العاشر، والسواق كان راجل كبير في السن كده ووشه هادي اوي، بس عيونه فيها لمعة غريبه، طول الطريق كان ساكت، وانا كمان مش قادر افتح كلام، كنت تعبان ومخنوق ومش طايق حد. وفجأه الراجل بصلي ف المرايه وقاللي "انت فاكر نفسك تايه يا ابني؟"، قلتله "ها؟ تايه ازاي؟"، ضحك وقاللي "اللي بيهرب من نفسه مش بيلاقي طريق يرجع"، الكلمه دي حرفيًا جمدتني، لأن ولا انا حكيتله حاجه ولا هو يعرفني، بس الكلمه دي خبطت ف قلبي جامد، كأني كنت مستني حد يقولها. بعد شويه لقيته بيشغل إذاعه قرآن، الصوت كان رايق كده، والدنيا بره ساكته خالص، وانا حسيت إن الوقت وقف، مشينا حوالي عشر دقايق، وبعدين لقيت نفسي مش شايف الطريق اللي متعود عليه، يعني الشوارع شكلها غريب، مفيش محلات ولا ناس، بس هو ماشي بثقه كأنه حافظ كل لفه، ساعتها اتوترت وقلتله "باشا احنا فين كده؟"، قالي "ما تقلقش، هوصلّك مكانك بس خليك فاكر الكلام اللي قولتهولك". لما وصلني، نزلت، دفعتله، بس لما التفت عشان أبص على التاكسي كان اختفى، قسم بالله اختفى، لا نور، لا صوت، ولا أي حاجه، كأني كنت بحلم، رجعت البيت مخضوض، طول الليل مش قادر أنام، وكل ما افتكر صوته بترتعش إيدي، وخصوصًا الجمله بتاعته “اللي بيهرب من نفسه مش بيلاقي طريق يرجع”، بعدها بأيام بدأت أراجع كل حاجه ف حياتي، شغلي اللي مش بحبه، علاقتي اللي بايظه، حتى صحابي اللي كنت بضحك معاهم غصب. يمكن الحكاية دي بالنسبالك مجرد موقف، بس بالنسبالي كانت علامه، من بعدها بطلت أعيش حياتي كده بالعافيه، بطلت أمثل إني مبسوط، بطلت أهرب من نفسي، بقيت أتكلم مع نفسي بصدق، حتى لو وجعني الكلام، وبقيت لما أركب تاكسي متأخر أبص ف المرايه وافتكر الراجل ده، مش عارف كان حقيقي ولا لا، بس هو خلاني أشوف نفسي أول مره بوضوح، ودي بالنسبالي كانت أعجب صدفة حصلت ف عمري كله.
10
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_642
منذ 6 يوم
ما بعرف من وين بلشت معي بالضبط، بس فكرة إني أكون لحالي بتخوفني لدرجة غريبة، مش خوف عادي لا، بحس جسمي كله بيشدّ، نفسي بصير ضيق، دقات قلبي بتسابق بعضها، كأني فعلاً رح أموت لو ضليت لحالي فترة، حتى لو دقيقة، بحس انو المكان بيسكر عليّ، والهواء بصير ثقيل، والسكوت بصير صوت مزعج لدرجة ما تنوصف. من زمان وأنا هيك، حتى لما كنت صغير، ما كنت أقدر أنام إلا لما أسمع صوت حدا جنبي، حتى لو أمي نايمة بغرفة ثانية كنت أترك باب غرفتي مفتوح عشان أسمع صوت نفسها، كنت بضل أراقب ضو التلفزيون اللي جاي من الصالة، بس عشان أحس إني مش لحالي، يعني الفكرة اني أكون وحيد كانت بالنسبة إلي كأنها موت بطيء. كبرت، وصرت أعيش لحالي فترات، بس المشكلة ما راحت، بالعكس، صارت أعمق، صرت لما أرجع من الشغل عالبيت وأدخل وأسمع الصمت، بحس المكان بيهاجمني، بحس الجدران بتقرب عليّ، فبفتح التلفزيون بصوت عالي حتى لو ما عم بشوف شي، أو بشغل أغاني بس عشان أسمع صوت، حتى مرات بحكي لحالي، بعمل حوارات مع نفسي بصوت عالي كأني بحكي مع حدا فعلاً، بس المهم ما يكون في لحظة سكون. مرّة انقطعت الكهربا وأنا بالبيت، والله حسّيت قلبي وقف، صرت ألهث كأن حدا بيطاردني، رحت بسرعة فتحت باب الشقة، طلعت عالسلالم بس عشان أشوف جيراني، حتى لو ما حكيت معهم، بس أشوف وجه إنسان، وأحس إني مش لوحدي، يعني حتى لو في بعوضة بالبيت، والله بفضل وجودها عالفراغ، بحس الحشرة كائن حي، وجودها بيخليني أرتاح شوي، بحس إنو في حياة حواليّ، مش بس فراغ وصمت قاتل. بالتلفون بحاول دايمًا أضل مشغول، بدردش مع الناس حتى لو الحديث تافه، المهم الخط ما ينقطع، حتى لو بملّ، بخاف أوقف الكلام، مرات بصير أبعث مسجات عشوائية لأي شخص بس عشان يردّ عليّ، أو أفتح لايف بإنستغرام وأحكي بدون هدف، بس عشان أشوف الناس عم يدخلوا، يحكوا، يضحكوا، أتفاعل، المهم ما أحس بالوحدة. حتى بعلاقاتي، دايمًا بدخل فيها مش لأنو بحب، لا، لأني بخاف أكون بلا شريك، بخاف من الفراغ اللي بعد ما يسكر التليفون، بخاف من الغرفة الفاضية اللي بتستناني، فبدور على أي وجود، أي إنسان يحكي معي، يسمعني، حتى لو العلاقة غلط، حتى لو بتوجعني، المهم تملأ الفراغ، لأن الفراغ بالنسبة إلي أسوأ من أي ألم. بتذكر مرّة سافرت لوحدي، كانت فكرة السفر لحالي حلوة أولها، بس أول ليلة كانت كابوس، الغرفة نظيفة ومرتبة، بس حسيتها مقبرة، صوت المكيف كان مخيف، والساعة اللي على الحايط صوتها كأنها دقات قلبي، كل ثانية كانت توجعني، فتحت التلفون وبلشت أحكي لأي حدا من اللستة، حتى لو ما ردّ، كنت أبعث فويسات، وأضحك غصب عني، بس عشان ما أحس أني غارق بهالفراغ، ولما طفيت التلفون بعد ما خلص الشحن، حسّيت الدنيا وقفت، ما قدرت أتحرك، ضليت فاتح عيوني طول الليل بس أستنى ضوء الصبح. الناس بتفكر الوحدة راحة، بس إلي هي رعب، رعب كأنه شي بيزحف جوّاي، كأنك تسمع أصواتك الداخلية تصرخ، كأنك بتواجه كل شي حاولت تهرب منه بحياتك، الوحدة بتخليني أسمع صدى أفكاري اللي بخاف منها، بتخليني أحس قديش أنا ضعيف، بتعرّيني من كل شي، بتوريني نفسي عالحقيقة، وأنا مش قادر أتحمّل هالنسخة مني. مرات بحاول أواجهها، بقول خلاص اليوم رح أقعد لحالي وأهدى، بطفّي كل شي، وبجرب أستمتع بالهدوء، بس بعد ٥ دقايق بحس الأرض بتتقل، وبصير بدور بأي شي أهرب فيه، أفتح تيك توك، أعمل مكالمة، أطلع من البيت، أروح كافيه حتى لو ما بحب الكافيه، بس عشان أشوف ناس، أسمع ضحك، أشم ريحة حياة. اللي بيحكوا إن الوحدة ضرورية لتعرف نفسك يمكن عندهم حق، بس أنا بعرف نفسي كتير منيح، ويمكن مشكلتي إني بعرفها زيادة، يمكن عشان هيك بهرب منها، لأني لو قعدت لحالي فعلاً، رح أسمع كل الأصوات اللي بخاف منها، وأواجه كل شي حاولت أخبيه تحت الضجيج، بس يمكن الضجيج صار درعي الوحيد، والناس اللي حولي صاروا أوكسيجيني، لأنو إذا اختفوا... أنا فعلاً رح أختنق.
11
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_637
منذ 6 يوم
انا من لما كنت بالمدرسة وانا عندي معلمة بحبها بطريقة غريبة، مو حب عادي زي الطالب لمعلمته، لا، كان شي أعمق من هيك، كنت بحسها أقرب إنسانة ممكن تكون بحياتي، كنت أتمنى تكون أمي، كنت أتخيلها وأنا بالبيت، وأتخيل لو كانت هي اللي بتصحيني الصبح، هي اللي بتحضرلي الفطور، هي اللي بتعصب علي بحنية مش بعصبية، كنت لما تحكي معنا بالفصل بصوتها الهادي، بحس بشي جواتي يبرد، كأنها تطفي كل توتري، كل حزني، كنت أراقبها حتى بطريقة تمشي فيها، كيف تضحك، كيف تنادي كل طالبة باسمها، وكيف لما تغضب تظل ملامحها فيها طيبة، بحسها أحن من أمي، أمي ما عمرها كانت تحكيلي كلام حلو أو تحضني، بس هي كانت تعمل هالشي حتى لو بدون قصد، مرة كنت مريضة بالمدرسة وجلست لحالي، هي شافتني، جت جنبي ومسكت إيدي وقالتلي “ليش ما قلتيلي حبيبتي؟”، والله لهلأ بتذكر اللمسة تبعتها، كانت أول مرة أحس بحنان حقيقي، كأني طفلة صغيرة ضايعة و أخيرًا حدا لقاها. من وقتها وأنا متعلقة فيها بطريقة مو طبيعية، كل يوم أصحى الصبح مشان أشوفها، ما كنت أحب المدرسة قبلها، بس لما صارت تدرّسني صرت أروح مبسوطة، ألبس أحلى لبسة، وأهتم بشكلي، مو لأني بدي أعجبها بطريقة غريبة، لا، بس لأني كنت بديها تلاحظني، بدي تكون فخورة فيي، بديها تبتسملي، لما كانت تمدحني قدام البنات أحس كأنو الدنيا كلها تزينت، ولما تتجاهلني يوم واحد كنت أرجع عالبيت وأبكي بدون سبب واضح، يمكن كان فيّ نقص عاطفي كبير بالبيت، يمكن كنت بحاجتها بطريقة نفسية أكثر من أي شي، كنت بشوفها مثالي الأعلى، وبنفس الوقت كنت بحس بشي بجواتي بخاف منه، بخاف إني متعلقة فيها زيادة، بخاف يوم تترك المدرسة وأعيش وجع غيابها. ولما خلصت السنة وانتقلت صف ثاني، وما صارت تدرّسني، كنت كل يوم أطلع على باب صفها من بعيد، أسمع صوتها وقلبي يدق، مش حب مراهقة، بس شي يشبه الحنين، حنين لشي ما عرفته من قبل، كنت بحاول ألاقيها بأي حجة، حتى لو بس أمرّ جنبها، كانت لما تشوفني تقولي “وحشتيني”، وأنا أضل مبتسمة كأني بدي أبكي، هي يمكن ما كانت تعرف تأثيرها علي، يمكن بالنسبة إلها كنت طالبة عادية، بس بالنسبة إلي كانت الأم اللي ما حصلت عليها، الحنية اللي دايمًا تمنيتها، الحضن اللي ما عمره ضمني، كنت أتخيل لو هي فعلاً أمي، كيف كانت حياتي رح تكون، يمكن كنت أضحك أكتر، يمكن ما كنت أتعذب من الوحدة ولا من الصراخ بالبيت، يمكن كنت رح أكون بنت واثقة وسعيدة، مو مكسورة من جوّا. كبرت وأنا بعدها بذاكرتي، كل مرة بشوف امرأة تشبهها بعيونها أو طريقة كلامها بحس قلبي يرجف، كأني بشوفها من جديد، لليوم محتفظة بورقة صغيرة كتبتلي فيها ملاحظة زمان قالتلي فيها “فخورة فيكي”، الورقة صفرِت بس بعدها عندي متل كنز، يمكن غريبة قصتي، بس هي الإنسانة الوحيدة اللي عطتني إحساس بالأمان بدون ما تعمل شي كبير، بكلمة، بابتسامة، بلمسة بسيطة خلتني أصدق إني أستحق الحب، يمكن ما راح تعرف أبدًا قديش بحبها، بس وجودها بعالمي غير فيّ أشياء كتير، علّمتني انو الحنان ممكن يجي حتى من غرباء، وانك ممكن تلاقي أمّك بروح حدا مو من دمك، بس حسّك إنك بنتو فعلاً.
13
0
عرض الاعتراف
#ar_confessions_638
منذ 6 يوم
قبل فتره كنت طالع من شغلي متأخر ومرهق، وقررت أمشي شوي عالبحر يمكن يخف الضغط، وانا قاعد هناك اجت بنت غريبه، شكلها كانت زعلانه او باكيه، جلست جنبي بدون حتى ما تحكي، بعدين بلّشت تفضفض كأنها تعرفني من سنين، حكت عن خيانة، عن وجع، عن امها اللي ما بتحس فيها، وانا كنت اسمع بس، ما سألتها حتى عن اسمها، حسّيت اني صرت جزء من حكايتها الغريبه، بعد شوي راحت بدون ما تطلع بوجهي، وانا ضليت مكاني يمكن نص ساعه عم بفكر ليش كل شي غريب بحياتي بصير فجأه وبيخلص فجأه، حتى الناس العابرين بحياتي بحسهم يتركو اثر أعمق من المقربين، يمكن لاني نفسي ما بعرف شو بدي من الناس ولا شو همّ بدهم مني، بس الغريب اني من وقتها كل ما بشوف البحر بحسها بعدّها قاعده هناك وبتحكي لنفسها بنفس الطريقة.
11
0
عرض الاعتراف