إعترافات سرية منصة توفر دعما نفسياً لكل صاحب تجربة , لكل باحث عن إجابة , لكل من يريد استفساراً .
اعتراف #ar_confessions_647
أحياناً بقعد مع حالي وبسأل: أنا فعلاً ذكي؟ ولا بس محظوظ زيادة عن اللزوم؟ كل شي صار معي بالحياة بحسّه صدفة، مش ترتيب، مش تخطيط، حتى لما الناس بتمدحني وبتحكي "عن جد دماغك رهيبة"، أنا ببتسم بس من جوّا بضحك، لأني بعرف انو أغلب اللي صار معي كان صدفة محضة، كأني ماشي عالعمياني والدنيا بترتبلي الأمور لحالها. لما أتذكر أول شغلة اشتغلتها، كنت رايح أوصل ورقة لصاحبي وطلعت قابلت مدير الشركة بالصدفة، حكى معي دقيقتين، وقاللي "تعال جرّب معنا"، ومن يومها بلشت مسيرتي اللي الناس بتفكرها “مبنية على تعب وذكاء”، بس الحقيقة إنها بلشت بلقطة عشوائية.
حتى بالقرارات الكبيرة، والله ما بفكر فيها بعمق، بتصير هيك بالحدس، كأني بحط ايدي بمكان مظلم وبسحب ورقة، وبتطلع هي الورقة الصح! مثل مرة كان عندي مشروع معقد، الكل فشل بحله، وأنا قاعدة هيك، خطر ببالي فكرة سخيفة، جربتها، وانحلت، الكل صفق وقال عبقري، وأنا من جوّا مش مستوعب كيف خطر ببالي هيك اقتراح أساسًا، يعني مش تحليل ولا خبرة، هي لحظة غريبة كأنها نغزة بتصيب دماغي وبتفتح باب، باب بيختفي بعد دقيقة وما بعرف كيف رجعتله.
كل نجاح صار معي بحياتي مش فاهم مصدره، مش منظم، مش متوقع، كأنو الحياة بترميلي العظمة وأنا ماشي بالغلط. يعني حتى المرات اللي كنت فيها على وشك أخسر كل شي، فجأة بصير ظرف صغير، تليفون، شخص، تأخير بثواني، وكل شي بينقلب لصالح، لدرجة مرات بخاف، بخاف من كمية الصدف اللي أنقذتني، كأنو في شي فوق العادة، أو اني ماشي عحبل القدر بطريقة مريبة.
الناس بتحب تقول “انت بتجتهد” وأنا ما بنكر إني بتعب، بس التعب لحاله مش مبرر كل اللي صار معي، في ناس تعبهم أضعاف وما صار معهم هيك، فليش أنا؟ يمكن لأني ببساطة مش بخطط كتير، بخلي الدنيا تشتغل، بخلي الأحداث تمشي وتاخدني معاها، ومش رح أكذب، لحد الآن كل مرة بمشي بالصدفة بتطلع النتيجة أحسن من أي خطة فكرت فيها.
بس الغريب اني لما بصفن، بحس بخوف غريب، بخاف يخلص الحظ، لأن ما عندي غيره، ما عندي وصفة نجاح، ما عندي نمط أو طريقة أو نظام، عندي بس سلسلة حوادث غريبة مشتني لهون، ولو يوم الحظ قرر يوقف، يمكن أنا كمان أتوقف، يمكن أكتشف اني فعلياً ما كنت عبقري ولا شي… بس واحد الحياة كانت تحبه شوي زيادة.