إعترافات سرية منصة توفر دعما نفسياً لكل صاحب تجربة , لكل باحث عن إجابة , لكل من يريد استفساراً .
النشاطات الأخيرة
تابع آخر الاعترافات المضافة والتعليقات والتفاعلات
اعتراف جديد
#ar_confessions_654
من يوم ما توفى جدي وانا مو نفس الانسانه اللي كنتها قبل، كنت احبه بجنون، كان اقربلي من الكل، صوته وضحكته وطريقته حتى لما يعطس كانت تخليني احس بالامان، بس يوم راح.. كأنه الدنيا انطفت فجأه، ما قدرت اروح اشوفه وهو ميت، كنت مرعوبه، جسمي كله كان يرجف، كل الناس راحوا يودعوه وانا قعدت بمكاني ابكي زي الطفله، خفت، خفت اشوفه ميت واصدّق انه ما عاد موجود، ومن يومها صار عندي هاجس غريب، بخاف من كلمة “موت”، بخاف حتى لما اشوف جنازه بالتلفزيون، بتخيل كل شي ممكن يصير، بتخيل انه ممكن اموت وانا نايمه، ولا اشوف حد قريب مني يختفي فجأه، حتى لما اسمع اسعاف قلبي بدق بسرعه، ما بقدر اتخيل شكل الموت ولا فكرته، بحسها شي كبير ومرعب وبيسحب النفس من صدري، بحاول دايم اقنع حالي انه طبيعي وكل الناس رح تموت، بس عقلي مش راضي يستوعب، بحس كل شي مؤقت، كل ضحكه كل لحظه، وبتعب من التفكير، بحاول اعيش يومي عادي بس هالهاجس دايم يلاحقني، وبتجنب المواضيع اللي فيها جنايز او مقابر، حتى المسلسلات لو فيها مشهد موت بغير القناه، الناس بتفكرني قويه بس والله من جواتي انا مكسوره، من يومه مات، انا كمان متت شوي.
انت من كل عقلك بتحكي !!
واضح انك مجرد لعبة وتسلية بأيده وواضح اصلا انو راح تضيعي اذا سافرتي وانت اصلا ضعتي ابللي عملتيه ولو تحكي لاهلك بكل صراحة اللي صار عشان يسترو فضيحتهم فيكي !!
منذ 7 يوم
أنا بنت عمري 22 سنة، تعرفت على شاب بيدرس معي في الجامعة، وصار بيني وبينه علاقة قوية جدًا.
وبعد سنة ونص… انتقلنا إلى علاقة كاملة، واستسلمت له، لأني كنت متأكدة إنه راح يتزوجني.
المفاجأة… لما جاء يتقدّم لي، أهلي رفضوه، قالوا إنه من عائلة فقيرة، وبيته أهله كله غرفتين، يعني ما في مكان مستقل إلي، و"ما بنزوجك لواحد يعيشك بالإيجار"… ورفضوه تمامًا.
هو شاب طموح، وبيشتغل، مع إنه دخله خفيف، لكنه يقدر يغطي الإيجار والمعيشة.
أنا اليوم محتارة… إذا ما تزوجني، أنا راح أتدمر.
وهو الآن بيضغط عليّ نسافر على تركيا، ونفرض نفسنا أمر واقع.
أنا بنت متزوجة من 16 سنة، وعندي 7 أولاد.. زوجي بيشتغل في مجال العطور، وكنّا نعيش حياة دافئة، فيها حب واهتمام، وكان يغار عليّ بشكل كبير.
يعني إذا خرجنا سوا، يظل طول الوقت يراقب نظراتي، يتأكد ما أنظر لأي شاب.. خصوصًا لأننا نعيش في منطقة الكورنيش، وكان دايمًا محافظ جدًا عليّ، وهذا الشي كنت أحبه فيه.
لكن المشكلة بدأت من وقت ما سافر على دبي لشهرين شغل.. من يوم رجع وهو إنسان ثاني. ما عاد يغار، ما عاد يراقبني، كأنه انفصل عني داخليًا. حتى لما حاولت أغيظه شوي وهجرته أسبوع، عشان يحس فيني، ولا كأنه مهتم، ولا سأل حتى ليش متغيرة.
أنا حاسة إن في وحدة دخلت حياته.. يمكن تعرف عليها بدبي، أو يمكن شي ثاني، بس في شي مش طبيعي.. حتى صار يسمع أغنية "روح و روح" لأصالة طول الوقت، مع إنّه طول عمره كان يرفض يسمع أغاني، ويعتبرها حرام.
أنا محتارة وتعبانة.. حاسّة إني فقدت الرجل اللي كنت أعرفه.
انصحوني.. شو أعمل؟
احيانا بحس اني صرت عايش بعالم مو واقعي، كل يوم بسمع نظرية جديدة، مؤامرة، مخلوقات فضائية، رماديين، ابواب لعوالم تانية، وكل شي بحس انو ممكن يكون صح، وبنفس الوقت بحس اني غبي اني مصدق او حتى مفكر فيها، يعني بضلني اتصفح مقاطع غريبة وادخل بنقاشات عن الطاقة الكونية والاكوان المتعددة، بس بعد شوي بوعى وبحكي لنفسي “شو عم تعمل؟”، بحسني تايه بين الواقع والخيال، ولا بعرف اذا الفضول اللي عندي صار مرض ولا بس هوس مؤقت، بس اللي متأكد منه اني لما بحاول اهرب من الواقع بروح لمكان اغرب منه، ولما برجع للواقع بحس اني ضيعت وقتي بعالم ما اله وجود يمكن غير بدماغي انا.
بالنسبه اللي لو تنزليه احسن لانه راح تدمر حياته لو عرف انه ابن حرام مع الوقت 💔
منذ 15 يوم
أنا كنت إنسانة عادية، يعني مش ملاك ولا شيطان، بس بنت بتحب تحب وتنحب، كنت دايمًا أشوف البنات حواليا بيتزوجوا وبيتحبوا وبيعيشوا علاقات وأنا على جنب، ولا عمري كنت جريئة كفاية إني أبدأ علاقة أو أفتح قلبي لأي حد، لحد ما جه اليوم اللي غير فيا كل شي، غيرني من جوا وخلاني وحدة تانية، وحدة ما بعرفها، ولا عمري تخيلت أكون هي.
القصة بدأت ببساطة، طلب صداقة عالفيسبوك من شاب غريب، مشتركين في جروب أدبي، صورته كانت عادية، بس تعليقاته كانت بتشد، طريقته بالكلام بتخليكي تحسي إنك مهمة، إنك مميزة، ومع الوقت، بقيت أستنى تعليقاته على بوستاتي، وبعدين صار يكلمني خاص، ونتكلم عن الأدب، عن الحياة، عن الوحدة، وكل كلمة منه كانت كأنها بلسم على جرح قديم جواتي.
كنت في لحظة هشاشة، محتاجة حدا يسمعني، يحتويني، يفهمني، وأنا اللي طول عمري كنت أتهرب من العلاقات، فجأة لقيت نفسي مستسلمة، بعطيه كل اهتمامي، وصرت أتعلق فيه يوم بعد يوم، نحكي بالساعات، وكنت أشعر إني لقيت نصفي التاني، مع إنه إحنا ما شفنا بعض أبدًا، بس إحساسي تجاهه كان حقيقي أكتر من ناس قابلتهم وجها لوجه.
بعد كم شهر من الكلام، اقترح نلتقي، وأنا وقتها ترددت كتير، بس قلبي كان سبق عقلي من زمان، وفعلاً التقينا، وكان كلشي فيه ساحر، كلامه، ضحكته، لمعة عيونه لما يطلع فيني، ولأول مرة بحس إني مرئية، إني مش مجرد إنسانة عابرة، حدا شايفني وبحبني.
بس اللقاء ما وقف عند الكلام، ما قدرنا نتحكم في مشاعرنا، لحظة ضعف، لحظة احتواء صارت فيها الغلطة اللي غيرت حياتي كلها، صار اللي صار، بدون أي حسابات، بدون تفكير، وطلعت من عنده وأنا مش مصدقة إني سمحت لنفسي أضعف، بس كنت متمسكة بأمل إنه راح يتحول لعلاقة جدية، إنه راح يخطبني، إنه يمكن هالغلطة تتحول لبداية حياة مشتركة.
اللي ما كنت متخيلته، إنه يختفي.
أيوه، اختفى.
ببساطة.
بعد يومين من اللقاء، رسائله قلت، مكالماته انقطعت، وصار يتجاهلني، وأنا أرسل وأتصل وأترجى، وأبكي، ولا في رد، وبعدها بأسبوع، عمل بلوك.
كأنو كل شي كان وهم، كأني أنا اللي توهمت علاقة، كأني أنا اللي اخترعت كل المشاعر واللحظات.
دخلت في حالة انهيار، بكيت ليالي، وندمت على كل لحظة صدق عشتها معاه، وكل مرة فتحت قلبي، بس اللي دمرني أكتر، هو لما حسيت إنو في شي مو طبيعي، تأخرت علي الدورة، وما توقعت ولا فكرت، بس في شي بجسمي كان بيصرخ إني لازم أعمل فحص، وفعلاً عملته.
وطلعت حامل.
أنا، اللي عمري ما تخيلت أكون أم إلا بعد زواج، حامل من رجل ما بعرفه تمام، من لحظة عابرة، من غلطة قاتلة، ما قدرت أستوعب، قعدت قدام التحليل وأنا جسمي بيرتجف، قلبي عم يدق بسرعة، ودموعي تنزل بدون توقف، كيف بدي أواجه أهلي؟ شو راح أقولهم؟ مين راح يصدقني؟
ما قدرت أقول لأي حدا، ولا صديقة، ولا أخت، ولا حتى طبيبة، خبيت الخبر، وكنت بعيش كل يوم في رعب، أحط مخدة على بطني كل ليلة وأبكي، وأفكر في خياراتي، وكان الموت يمر على بالي، فكرة الانتحار كانت تلاحقني، بس كل مرة أتراجع، يمكن لأني جبانة، أو يمكن لأني كنت خايفة عالجنين اللي بجسمي، اللي صار جزء مني رغم كل شي.
مرق أول شهر، والتاني، وصار بطني يبين، وأنا صرت ألبس عبايات واسعة، وأتفادى الناس، كذبت على أهلي وقلت إنو عندي تعب بالمعدة، وعزلت نفسي عن الكل، وقلبي كل يوم ينكسر، مو بس من الحمل، بس من قهر الخيانة، من وجعي لوحدي، من خوفي اللي عم يكبر جواتي أكتر من بطني.
وفي يوم من الأيام، صار لازم أواجه، أمي شكت، وسألتني، وأنا ما قدرت أكذب، بس كمان ما قدرت أحكي الحقيقة، قلتلها إني غلطت، وبدون تفاصيل، ووقتها شفت نظرة بعيونها ما راح أنساها طول عمري، خيبة، كسر، وجع، بس كمان دمعة، حضنتني وقالتلي: “شو ما صار، إنتي بنتي.”
بس المشكلة ما كانت أمي، المشكلة كانت المجتمع، الناس، الحكي، والعار، وكل كلمة بترجموني فيها، حتى بدون ما يعرفوا القصة، حتى لو كنت الضحية، بهيك مجتمع، البنت دايمًا هي الغلط.
أبوي ما قدر يتحمل، وصار مثل الوحش، صراخ، تهديد، طرد من البيت، وكل العيلة قلبت علي، حتى خالاتي وعماتي، الكل صار يحكي عني كأني مجرمة، وأنا انكسرت، تهدمت، انهارت روحي، وهربت، رحت على مدينة تانية، واختفيت، سجلت اسم مستعار، وسكنت مع وحدة كبيرة بالعمر قبلت تاويني مقابل شغل بسيط معها.
وحيدة، حامل، خائفة، ومضطربة.
بس الغريب، إنو مع الوقت، صرت أرتبط بالجنين، أسمع دقات قلبه، أحس بحركاته، وأبكي، مو من الندم، من الخوف، من الحزن، من الوحدة، بس كمان، من شي صغير كان يشبه الحب، حبي لإبني اللي ما إلو ذنب.
اليوم، وصلت الشهر السابع، وما بعرف شو راح يصير، لا بعرف كيف راح أولد، ولا وين، ولا كيف راح أربيه، ولا شو راح أقول لما يكبر ويسأل: "بابا وين؟"
بس اللي بعرفه، إني ما راح أتخلى عنه، مهما كانت الغلطة كبيرة، هو مو غلطة، هو روح بريئة، وهو الشي الوحيد اللي طلع من تجربة دمرتني، بس خلّتني إنسانة أقوى، يمكن مكسورة، بس حقيقية، بعرف شو يعني تتوجعي، وتغتري، وتندمي، وتظلي واقفة رغم كل شي.
وهذا اعترافي.
في شي ما بحكيه لحدا، بس أنا عندي جانب مظلم بحاول دايمًا أخبيه و ألبسه لبس “البنت الهادية المؤدبة”، بس الحقيقة غير هيك، في لحظات بكون لحالي بحس برغبات غريبة، بأشياء يمكن ما تنحكى، أشياء بتخليني أستغرب من نفسي. ما بحكي عن حب ولا عن عاطفة، بحكي عن رغبة بالتحكم، بالإغواء، باللعب بالعقول، يمكن لأني طول حياتي كنت البنت اللي لازم تكون مثالية، اللي ما تغلط، اللي تخاف من “كلام الناس”، فصرت أعيش وجهين: وجه قدام الكل، ووجه ما بطلع إلا لما الباب يتسكر. يمكن بحب الإحساس بالقوة لما بحس اني قادرة أخلّي الشخص اللي قدامي يضيع بكلمة، أو نظرة، بحب أشوفه يتوتر، يفقد توازنه، وأنا أبقى هادية، كأنو اللعبة بإيدي. الغريب إنو ما بحب أكمّل للنهاية، يمكن لأني بخاف من نفسي، من اللي ممكن أعمله لو تركت حالي، بس كل مرة بحس نفس الشعور، نفس الفضول، نفس الشرارة اللي بتخوفني قد ما بتغويني.
بص بقى.. انا من فترة كنت مخطوب لبنت شكلها ملاك، والله كنت فاكر اني مسكت السما بايديا، أهلها ناس محترمين كده من بره، وكلامهم حلو وكله ذوق، بس سبحان الله يا أخي، اللي بيبان من بره مش هو اللي جوا.
الاسبوع اللي فات حصلت حاجة خلتني أعيد حساباتي كلها، أختها كانت متجوزة واحد محترم جدًا، راجل عالأصل متربي، ومكنتش عمري سمعت منه كلمة وحشة عنهم، فجأة لقيت الدنيا اتقلبت، البنت رفعت عليه قضية خلع، واهلها بيجرّوه في المحاكم عشان القائمة، والشقة، والتمليك، وبيقولوا عليه سرق ذهبها ومضربها، مع إن الراجل والله كل الناس في المنطقة عارفين انه صرف دم قلبه عالشقة وعالفرش وكل حاجة باسمها!
الموضوع قلب فيلم درامي، بس من النوع السخيف اللي يخليك تقول الحمدلله إنك لسه عندك فرصة تهرب قبل ما تتورط.
أنا بقى لما شفت اللي حصل، بدأت أربط حاجات كده كانت بتضايقني من غير ما أفهمها، زي مثلًا إن خطيبتي كانت دايمًا تدخلني في كلامهم العائلي وتسمع كلام أمها في كل حاجة بالحرف، حتى في حاجات تخصنا احنا بس، يعني لما اختلفنا مرة على شغلة بسيطة في الفرح، أمها هي اللي قررت، مش هي!
وساعتها ضحكت وعديتها، قلت دي عيلة مترابطة… بس دلوقتي؟ لأ، أنا شايفها تحكم وتسلّط، واللي مش ماشي معاهم يمسحوا بيه الأرض.
أنا مش ضد الست تاخد حقها لو في ظلم، بس لما يتحول كل خلاف بسيط لسلاح وتهديد بـ “القائمة” و “التمليك” و”هنرفع قضية”، لأ كده في مرض جوه النفوس.
حسّيت إن الدنيا بتقولي “اهرب وانت لسه قادر”. والله يا أخي من يوم ما سمعت اللي حصل وأنا قلبي مش مرتاح، كل حاجة فيها بقت تقيلة عالنفس، نظرتها بقت مش زي الأول، بقيت أتخيلها لو حصل بينا حاجة بسيطة تعمل فيا اللي أختها عملته في جوزها، وألاقي نفسي متكبل في محكمة ومطلوب مني أدفع تمن حياتي اللي لسه ما بدأتش.
فـ النهاردة، وأنا قاعد لوحدي، كنت ببص في المراية وقلت لنفسي بصوت عالي: “انت اتسرعت يا ابني، ربنا نجاك قبل ما تتعلّق أكتر”.
مش عيب الواحد يعترف إنه غلط، العيب إنه يكمل وهو شايف الكارثة قدامه.
يمكن يقولوا عني جبان أو انسحبت في آخر لحظة، بس أهو جبن شريف أحسن من زواج مذلّ.
أنا خلاص قررت أفسخ الخطوبة قبل ما تتعقد أكتر، وهقولها بالحسنى، من غير فضايح ولا مشاكل، بس من جواي حاسس إني نجوت من مصيبة كانت ممكن تخلص عليّ.
والله يا صاحبي، من زمان وأنا حاسس بغربة كبيرة بين الناس حوالي، يمكن لأنو حكاياتي وأفكاري ما بتتشبه لشي عندهم، صرت دايمًا أبعد عن القعدات الكبيرة وما بحب أشاركهم مشاكلهم ولا همومهم، مو لأنه ما بعرف أتواصل، بس بحس إنو الصدق صار عملة نادرة والكل مسوي حاله فاهم ومظلوم وأنا بس أتفرج، صار عندي خوف غريب من الثقة بالناس، مرة كنت بفكر أفتح قلبي لواحد كنت ظنيت فيه الخير، طلع كل الكلام اللي حكيته عنه صار سر بين شفتين، وما حسيت بوجع مثل وجع الخيانة من أقرب الناس، يمكن هالشي خلا قلبي يصير حجر، ما بعرف أضحك من قلبي ولا حتى أبكي بحرقة، كل شي صار عادي وما بقى فيه لون أو طعم، بس أوقات بتجيني موجات من الوحدة بتخنقني وبحاول أهرب منها بالغوص في شغلي أو أشياء بسيطة تلهيني، بس عمومًا حسيت إني عايش حياة مش حياتي، بتمثل أدوار مش لي، وبصراحة مرات بفكر إنه يمكن كان أحسن لو فضلت وحيد وما دخلت بعالم الناس، كل يوم بفكر كيف أرجع أكون أنا وأعيش بحرية بدون خوف أو كذب، بس الدنيا معقدة وأنا لسه بتعلم كيف أتحرر من هالقيود اللي أنا حاططها على روحي، يمكن هالاعتراف يكون بداية، بداية أتعلم أكون حقيقي مع نفسي وبعدين مع الناس، حتى لو كان الطريق طويل وصعب، بس والله أنا تعبت من التمثيل والكذب على نفسي والناس اللي حوالي.
بصراحه يمكن احقر شي عملتو بحياتي هو اني سمحت لنفسي احب اخو جوزي، ما بعرف كيف بلشت القصه بس كل شي صار طبيعي وغريب بنفس الوقت، كنت اشوفه دايم بالزيارات، نضحكه العاديه، المزح البريء، بس شوي شوي صار في شي بيني وبينه ما بقدر اوصفه، ارتباك، نظرات، شعور ممنوع بس حلو، هو اصغر مني بتسع سنين وكنت احكيله دايم "انت متل اخي الصغير" بس قلبي كان يكذبني. يوم من الايام فتحلي موضوع عالواتس من رقم غريب، حكالي انه هو، وانه مش قادر يوقف يفكر فيي، والله قلبي وقف، ما رديت بالبدايه بس الفضول قتلني، صرت احكي معاه، صرنا نحكي كل يوم، عرفت صوته حتى من نَفسه لما يكتب، كنا نحكي عن كل شي وعن ولا شي بنفس الوقت، بضحك وبخاف بنفس اللحظه، حاسه بذنب بيوجع معدتي، بس بنفس الوقت حاسه اني عايشه بعد سنين من الجمود، جوزي دايم مشغول، ما بحس انه بيشوفني اصلاً، لا كلمة حلوة ولا نظرة، وانا محتاجة احس اني مرغوبة، اني لسه الي تأثير، يمكن هو عارف هالنقطة ولعب عليها، بس ما قدرت امنع حالي، الواتس صار جزء من يومي، كل ما يرن قلبي يدق، حتى صرت اخفي الموبايل بطرق غبيه، مغيره الاسم برقم وهمي، وحافظة المحادثه بمجلد مقفل، كل شي بعمله وانا عارفه انه غلط، بس لما يحكيلي “اشتقتلك” بحس كل العالم ينسى غلطه. مرات بفكر اوقف كل شي بس كل مره برجع، يمكن لاني بحب الاحساس مش الشخص، او يمكن لاني محتاجه شي يكسر الجمود اللي عايشاه، بس كل يوم بخاف اكتر، بخاف ينكشف شي، بخاف من ربنا، بخاف من لحظة ممكن تهد بيتي كله، بس كمان بخاف من اليوم اللي يختفي منه هو وما يرجع يكتبلي.
جوزك مسكين جدا لو حد تاني عنده رجولة كان الاصل طلقك بسرعة ومخلكيش عنده دقيقة
منذ 28 يوم
جوزي شافني بكلم واحد فيديو عالماسنجر وفى وضع مخل للاسف وانا معرفش عملت كده ازاي وبقاله ٣ شهور مبيكلمنيش ولا بيعبرني فالبيت والنهارده لاقيته جايب واحده معاه الشقه ودخلو غرفه الاطفال عملت نفسي مش واخده بالي عشان امسكو متلبس وتبقي واحده قدام واحده واتصلت باهلي واهلو عشان افضحو ولما وصلو قالهم انها مراته ووراهم عقد الزواج وطلب منهم يكلمني ع انفراد وطلعو موبايله وراني انه مصورني فيديو وانا بخونه ومخيرني يا اكمل بدون اعتراض ع كده يا كل واحد يروح لحاله من غير ما اخد اي حق من حقوقي ولو اتكلمت ولا
طلبت حاجه هيطلع الفيديو لاهلي وانا مش عارفه اعمل اي
بصراحه انا مش قادرة استوعب اللي بصير معي، بنتي عمرها ٧ سنين بس، لسه طفله، لسه المفروض بريئه وقلبي عليها، بس صرت أسمع منها كلمات ما بتطلع حتى من الكبار بذاك الشكل! بتحكيها بعصبيه، وبدون ما تفكر، وانا متأكده ميه بالميه انها مش فاهمه شو معناهم، بس كل مره بتسمعهم من الشارع، من أولاد الجيران، من البقاله، حتى من فيديوهات على اليوتيوب اللي المفروض تكون "للأطفال"، بس الظاهر ما في شي نضيف بعد اليوم. لما بتغلط وبتقول كلمه بشعه، بحس الدم بيجمد في عروقي، مش بس صدمه، كمان خوف... خوف من المستقبل، من الناس، من كيف ممكن تكبر بنتي بهالجو. بحاول أهدى، بحاول أحكيلها "هاي كلمه مش حلوه، ما بنقولها"، بس أوقات بتصير عنيده، بتعاند، وبتعيدها كأنها بتختبرني أو بتحاول تشوف ردة فعلي، وأنا بين نارين، بدي أكون أم حازمه، بس كمان ما بدي أخوفها ولا أحسسها إنها غلط أو مكسوفه من نفسها، لأن يمكن هي فعلاً مش فاهمه شو عم تحكي. أكتر شي مكسّرني من جوّا إني ما بقدر أشارك الموضوع مع حدا، لا أختي، لا جارتي، لا حتى صاحباتي، بخاف الناس تحكم، يحكوا بنتها وقحه أو مربيتها غلط، وأنا والله بحاول أربيها بأفضل شكل، بس الشارع صار يربي أكثر منا. تخيل يوم تكون بنتي زعلانه من اشي بسيط، وتصرخ بكلمه بذيئه! بحس قلبي بينط من مكانه، ومابقدر أسيطر على دموعي، خصوصاً لما أتذكر إني كنت دايمًا بحلم تكون بنتي مؤدبه، هاديه، بتخاف ربها، وتحكي كلام حلو زي الملاك. يمكن اللوم عليي، يمكن قصّرت بمراقبتها أو تركتها تلعب برا أكتر من اللازم، بس أنا كمان إنسانه، بشتغل وبجاهد، وما بقدر أكون مراقبه ٢٤ ساعه، بس والله بدي حل، بدي طريقه أوقف هالشي قبل ما تتعود عليه وتصير تعتبره طبيعي. حتى لما بروح على النوم بظل أفكر، أعاتب نفسي، أقول يمكن كنت صارمه زياده أو يمكن ما شرحتلها المعنى كفايه. مرات بحلم أقدر أشاركها كل مخاوفي بدون ما أخوفها، بس بخاف تفقد برائتها إذا شرحتلها معاني هالكلمات. المشكله مش بس الكلمه، المشكله باللي وراها، باللي ممكن تنزرع بشخصيتها من دون ما أحس، وكل يوم يمر بحس نفسي أضعف شوي، كأني عم أخسر معركه ضد الشارع وضد المحتوى وضد كل اشي حوالينا. يمكن لو كنت ببلد تاني أو بحيّ تاني كان الوضع غير، بس هون كل شي مسموع، كل طفل صار يقلد التاني، وأنا مش عارفه إذا لازم أمنعها تلعب برا أو أتركها تتعلم بنفسها، بس أكيد مش رح أتحمل أشوف بنتي تنزلق بهالطريق.
طيب ليه ما كتبتي ما هو الظلم اللي تعرضتي له لانو واضح انك تعرضتي لشيء من هذا القبيل فربما بأمكانا مساعتدك و تقديم النصيحة او حتى تفضفضي !!
منذ 29 يوم
انا يعجبني و احب لون دمي احمر صحي في الحياة الدنيا و انا انسانة انثى امراة طيبة في الحياة الدنيا انا يعجببني و احب الخير و النعم في الحياة الدنيا انا ابغض و اكره انواع الظلم في الحياة الدنيا الظلم انواع انواع الظلم حرام
أعترف إني من جوّا شخص مليان أحكام سريعة وعنصرية تجاه جنسيات معينة ومرة بعيّب علي حالي قبل ما أعيّب على غيري، بحس إنه هالسلوك ظلم وحرام وبيشيل مني الراحة وبيخلّيني أنحرج لو فكرت في اللي بعمله، بس الغريب إني ما بقدر أتحكم فيه، أي شي صغير يثير العصب عندي: فريق كرة، نوع سيارة، ماركة تلفون، حتى بلد أو عشيرة أو أي حاجة بيصير عندي رد فعل غريب وعصبي وغالباً بلا مبرر، بحاول أبرر لنفسي وأقول يمكن تربيتنا أو الناس اللي حوالينا علمتنا، بس جوة قلبي بعرف إنه مش مبرر وبيبقى شعور بالذنب عميق، بحاول أخبي هالمشاعر عن أهلي وأصحابي عشان ما أجرح حدا بس كل ما حاولت أخفّيها بتتفجر بطرق تافهة وبتخلّيني أبعد عن الناس وأبقى متوتر، جربت اقرأ كتب عن التسامح، ركّزت على الدين وقلتل لنفسي إنو لازم أغيّر، رحت جلسات مع واحد مختص مرة بس مابقيتش مستمر لأن الخجل رماني وقلتلة ما اقدر احكي، كمان حاولت أصاحب ناس من الجنسيات اللي كنت بحكم عليهم لأغير نظرتي لكن ساعات بردّ عليّ العقل القديم وكأني اتعلّق بأفكار ما بديها تروح، أنا خايف أضر ناس بكلام أو نظرة أو تصرف رح يجرحهم ومش محتاج هالوزر، بكره نفسي على اللحظات اللي بتطلع فيها هالتصرفات وبدّي أخلص من هالمشكلة نهائياً وأكون إنسان أعدل وأرحم وأحترم الكل، بعتهد إنو رح أستمر بقراءة وتجربة نصائح عملية: المراقبة الذاتية، التعرض المتعمد للناس المختلفين، المحادثة المفتوحة مع مستشار محترم، الدعاء والاستغفار والعمل على التحكم في النفس نفسياً وروحانياً، وبكتب هالاعتراف صارح قلبي عن العيب اللي فيّ وباقول لنفسي قد ما أقدر: لازم تغيّر وتتحمّل مسئولية أفعالك لأنك مش مجرد فكرة، أنا عارف الطريق ما سهل لكني مصر وأطلب طريقة عملية تخفف العصب وتعلّمني أغير ردود فعلي لأني تعبت من الندم والخجل ومن احتمالية إني أظلم غيري من غير سبب.
ذنب كبير لكن الفراغ العاطفي وحب العهر والزنا وغيره اعظم من الكبائر استغفرالله العظيم واتوب اليه توبي الله تواب رحيم
منذ 1 شهر
أنا ما كنت ناوية أحكي، ولا حتى أدوّن حرف من اللي صار، بس في شي جوّاي عم يغلي، كأنو قلبي عم يطرق الباب بقبضته، يقلي "طلّع اللي جوّاتك، فضفض قبل ما تنفجر"... أنا خنت. أيوا، خنت، ومو خيانة مرة وخلص، خنت كتير، وأنا متزوجة، وأكتر من شخص، وبكل مرة كنت أقول هاي آخر مرة، وبرجع بعملها، والغريب؟ إني ما ندمت، ولا بكيت، ولا حتى شعرت إني آثمة، يمكن لأنو اللي خنته ما كان يوم زوج بالمعنى الحقيقي.
تزوجته وعمري ٢١، زواج تقليدي مية بالمية، أمه خطبتني، وهو كان عايش بدبي، ما شفت منه غير صور ومكالمة فيديو واحدة قبل كتب الكتاب، وبعدها بأسبوعين نزل وتزوجنا، وراح تاني يوم، بقيت أنا ببيت العيلة، وهو هناك، وكأنو أنا بس غرض اشتراه وسافر فيه، أو تركه على الرف.
أول سنة زواج، كانت عبارة عن شات ورسائل صوتية، كأنو بحكي مع صديق افتراضي، حتى بالمسجات ما كان يعرف يقول كلمة حلوة، دايمًا بيحكي عن شغله، وعن التعب، ولما أشتكيله يقلي "تحملي، هيك الحياة"، ولا مرة سألني "بتحبي شي؟ ناقصك شي؟"، حتى لما طلبت منه أروح لعنده، قاللي: "مو هلأ، الوضع مش مناسب"، وعشت سنتين على أمل إنه يرجع، أو ياخدني لعنده، بس ما صار شي، وأنا بديت أنسى كيف شكله.
المرة الأولى اللي خنت فيها كانت مع صاحبه... إي صاحبه اللي كان ينزل يزور أهله بالحي، شاب وسيم، ولبق، وبيضحك، وصار يمر يسلم على "مرة صاحبه"، وأنا وقتها كنت عطشانة كلمة، عطشانة نظرة، عطشانة إحساس إني أنثى. أول شي كان بريء، سلام وكلمتين، بعدين صار في قهوة، بعدين مسجات، بعدين شي تاني، يوم صارت أول قبلة، كنت مفكرة رح أحس بالذنب، بس اللي صار؟ إني بكيت، بس من الفرحة... حسّيت حالي عايشة، دمي دافي، مو جليد متحجّر.
ولما حكالي "أنا حاسس إنو زوجك مش مقدّرك"، ما أنكرت، ما دافعت، بالعكس، رميت حالي بحضنه وقلتله: "وإنت الوحيد اللي حسيت فيني"... استمرت علاقتنا تلات شهور، بعدها قطعني فجأة، قاللي ضميره ما سمحلوا يكمل، وأنا ضليت أضرب الحيط، مو بس لأني خسرتو، بل لأني صرت مدمنة هالشعور.
ومن يومها، صرت أبحث عن نفس الإحساس بأي رجل يمر بحياتي، خنت مع جارنا الأرمل، ومع محامي كنت أراجع عنده شغلة ميراث، ومع مدرب سباحة، وكل مرة كنت أقنع نفسي "هاد بيعوضني، هاد بيفهمني، هاد بيحس فيني"، بس بالحقيقة؟ كنت عم أدوّر على شي فقدتو من أول يوم تزوجت، وهو الإحساس إني مرغوبة.
بس خليني أقولك موقف ما بنساه، اللي خلاني أعترف اليوم، كان قبل شهر... كنت بمول، وشفت بنت لابسة نفس بلوزتي اللي لبستها لما كنت عند واحد من اللي خنت معهم، ضحكت لحالي، بس بعد لحظات، سمعت صوت طفل بيقول "ماما شوفي هديك المرا، هاي اللي كانت ببيت بابا!"، التفت، وكان واقف وراي الشخص اللي كنت معه قبل سنتين، ومعه ابنه، ومرته، وولده عم يفضحني بعينه، وأنا متجمدة، صارت مرته تبكي، وهو سحب ولده، وأنا واقفة متل الحجر، ولساني ما فيه ولا كلمة.
من هداك اليوم، وأنا كل ليلة بسكر الباب، وبطفي الضو، وبقعد أطلع بالمراية، وأسأل حالي: "مين أنا؟"، وكل مرة بجاوب غير، مرة بقول "أنا ضحية"، ومرة بقول "أنا وحش"، ومرة بضحك وأقول "أنا بس وحدة عم تنتقم من زوجها اللي نسيها"، بس الحقيقة؟ ما بقا أعرف، لأنو ما فيني أوقف، صرت مدمنة، مو على الرجال، لا، على اللحظة اللي بحس فيها إنو في حد عم يتمنى يلمسني.
وزوجي؟ لليوم ما بيعرف شي، بيرسللي فلوس، وبسأل مرة بالشهر "كيفك؟"، ويمكن يحبني، بس ما بعرف، لأني ما عدت أحس، ولا حتى متذكرة ريحة جلده، أو نبرة صوته، هو الغايب، بس الغايب اللي ما غاب عن ذنبي.
هل أنا ندمانة؟ ما بعرف... بس اللي بعرفه، إني حتى وأنا بكتب، قلبي ما عم يطرق من الخوف، عم يطرق من شي غريب، شي بيقلي "أنتي صرتي أكبر من الاعتراف"... أنتي قصة.
كنت صغير، يمكن عمري شي ٨ سنين، وكنت دايم اروح ع المخبز اللي تحت بيتنا، كنت بحب ريحة الخبز الطازة والضحكة اللي كان يرسمها صاحب المخبز بوجهه كل ما يشوفني، كان يحكيلي "تعال ساعدني شوي يا بطل" وأنا أفرح، أحس حالي رجال كبير، أدخل لجوه، أساعده أصف الخبز، أكنس شوي، وأحكي معاه… لحد اليوم ما بنسى أول مرة صار فيها الشي اللي غير حياتي كلها، كنت واقف قريب من الفرن، الجو حار والريحة طيبة، هو ضحك وقاللي تعال شوي لجوه، وأنا بثقة الطفل اللي ما بيعرف شي، رحت، و… من هون بدأت الجراح اللي ما سكرت ولا رح تسكر. ما فهمت وقتها شو صار، بس حسّيت بشي غلط، وجع وغُربة وخوف، رجعت البيت وأنا ساكت، وقلبي عم يدق بسرعة، ما حكيت لحد، كنت خايف، مش فاهم، وصار فيني شعور بالعار رغم إني كنت طفل ما له ذنب، ومن يومها وأنا كل ما أشم ريحة خبز أو أشوف مخبز، بحس شي بيخنقني، بيرجعني لهديك اللحظة. كبرت، بس الطفل جواتي ما كبر، كل مرة أتقرب من حدا، بخاف، بحس بخطر، مرات بنفر من اللمس، من الحنية، من القرب، كأنه كل شي حلو صار مرتبط عندي بالخطر، ما قدرت أعيش طبيعي. الناس بتشوفني شخص ناجح، ومرتب، بس محد بيعرف إني بليل بنام وبصحى على كوابيس نفس المشهد، ولا مرة حكيت، لا لأهلي، ولا لصاحبي، ولا حتى للطبيب، يمكن لأني خايف ينحكم عليّ، خايف يقولولي ليش ما حكيت؟ ليش سكت؟ بس الحقيقة إني ما كنت قادر، ما كنت فاهم، واليوم بعد عشرين سنة، لسه الصوت جوا راسي بيحكي "يمكن غلطتك"، رغم إني بعقلي بعرف إني كنت ضحية، بس قلبي مش راضي يصدق. يمكن أقسى شي إنك تعيش عمرك وأنت بتحارب ذكرى انت ما اخترتها، وأنا فعلاً تعبت من الحرب هاي، من الكتمان، من التمثيل إنو كل شي تمام وأنا من جوا متكسر، ما عاد بدي شي، بس بدي يوم واحد أنام فيه من غير ما يزورني الماضي، من غير ما أشم ريحة الخبز وأحس بخوف طفل عمره ٨ سنين ما كان لازم يعرف القذارة بهالعمر.
صلاه لاتنهي عن الفحشاء والمنكر ليست بصلاه ادعي الله يعفك ويبعد عنك كل رغباتك المشؤمه
منذ 1 شهر
أنا بنت من الجزائر، عمري ٢٤ سنة، وبقرأ قرآن كل يوم تقريبا، بس بطلع مع شاب من ورى أهلي، وبسهر معاه ساعات لحد نص الليل على اساس اني بشتغل بصيدلية، أحيانا في كافيهات وأحيانا في سيارته، بنحكي ونضحك وأحيانًا بنقرب من بعض بزيادة... وضميري كل ليلة بيصحى يعاتبني، بس قلبي متعلق بيه بطريقة مش قادرة أهرب منها. ما عنديش نية أتزوجه، ولا هو ناوي يخطبني، بس يمكن بحب الإحساس إني مرغوبة... يمكن بحب التمرد، يمكن بحب وجعي. ما نيش ملاك، وما نيش جاهلة... بس غرقانة بين اللي لازم أكونه، واللي فعلا أنا عليه.
والله يا جماعة، ما توقعت يوم اقول هالكلام ولا اكون هيك، بس صراحة قبل فترة كنت مدمرة حياتي بحكي قصة كبيرة كذابة، ادعت اني حامل عشان زوجي ما يطلقني، كنت حاسة انو اذا ما صار في حمل رح يخلي الموضوع يخلص، وانا خايفة من الوحدة والخوف من المستقبل، كنت كل يوم اعطيه تفاصيل عن الحمل اللي ما كان موجود، حتى راحت اعرف شغلات غلط عن الحمل وكنت اضغط ع نفسي وابتسم قدامه، كان يحس بحالي متعبة وعنده هالفرحة الصغيرة، بس بالداخل كنت اتعذب كل يوم اكذب واتوه بين القصة والواقع، كل مرة احس اني بس اكذب زيادة وبعدين اكتم، وما كنت اقدر احكي الحقيقة، كنت خايفة يكرهني او يهرب مني، وصرت احس ان حياتي كلها عبارة عن فقاعة كذبة كبيرة، لحد ما حسيت انو الموضوع صار ثقيل وما قدرت اكمل، وقررت أخيرًا اعترفله، تخيلوا كيف كان رد فعله؟ كان زعلان وجرحته الكذبة، بس بنفس الوقت حس فيني وادرك خوف قلبي، وبصراحة الكذب دا كان بسبب خوفي من الفقدان مش عشان اذيته، بس بدي اعتراف واقول لكل وحدة: الكذب مش حل، وبالأخص بحاجات بتتعلق بالعيلة والحياة الزوجية، لأنه بيدمر الثقة وما بيخليكوا تبنوا شي حقيقي أبدا.
انا ما بنام بالليل متل الخلق، في صوت جواتي بيضل يصرخ كل ما اتذكر اللي عملتو قبل تسع سنين، يوم قررت بإيدي وبكل برود اني انهي الحمل... كنت حاسة اني ما بدي طفل ثالث، كنت مقتنعة انه عندي ولد وبنت وكفاية، وكنت خايفة من المسؤولية، من التعب، من المجهول، بس ما كنت فاهمة اني فعلاً عم ارتكب جريمة بحق مخلوق كان جواتي، مخلوق كان بيتنفس من نفسي وانا قررت أقطع عنه النفس... كنت حامل بشهري التاني، لما حسّيت بأعراض غريبة وطلعت حامل، أول شي نزلت دمعة، بس مو دمعة فرح، دمعة خوف وتوتر، قلبي كان مقبوض من فكرة انه في حياة جديدة جاية وانا مش جاهزة، حتى زوجي وقتها ما كان عارف، قلت لحالي “ما رح يعرف، وما رح يتأثر”، وفعلاً عملت كل شي بالخفى، كنت لحالي بالمطبخ يوم أخدت الحبوب اللي عطتني إياها وحدة من صديقاتي، قالتلي “شي طبيعي، نص البنات بيسووها، لا تكبّريها”، بس ما كانت تعرف شو يعني لما الدم يطلع من جسمك ومعاه قطعة من روحك.
بعدها بيومين حسّيت وجع ما بينوصف، جسديًا ونفسيًا، وضلّ وجعي مستمر أيام، بس الوجع اللي جوّاي بعدين كان أقوى من أي شي، صار كل ما أشوف طفل صغير، خصوصًا بعمر التسعة سنين تقريباً، بتخيل كيف كان ممكن يكون شكله، صوته، ضحكته، حتى كيف كان ممكن يركض بالبيت، يمكن كان يشبهني أو يشبه أبوه، يمكن كان رح يغيّر حياتي كلها، بس أنا ما عطيتو الفرصة حتى يجي عالدنيا...
اللي بيوجع أكتر انه ما حدا بيعرف، حتى زوجي ما بيعرف، بيحسب انه بعد البنت سكّرنا الموضوع لأننا اتفقنا نوقف، بس هو ما بيعرف انه أنا كنت السبب الحقيقي، وانه يمكن لما كان يسألني "ما ودِك بطفل ثالث؟" وانا أجاوب "لا خلاص، كفاية"، كنت جاوب وأنا فيني ذنب قاتل. كل مرة أروح على عزا أو أسمع حدا فقد طفله، بحس بخنقة غريبة، كأني أنا السبب بموته، مو لأنهم يعرفو قصتي، بس لأن ضميري بيذكرني باللي عملتو.
حتى بالدعاء ما بعرف شو أحكي، بخاف أطلب المغفرة لأن حاسة انه اللي سويتو ما إله مغفرة، بخاف أقول “يا رب سامحني” لأن بحس انه في روح صغيرة معلقة، يمكن واقفة عند باب الجنة عم تستناني تسألني “ليش يا ماما؟” وكل مرة بتخطرلي هالعبارة، بتنزل دموعي لحالي، بصمت، وأنا عم أضحك قدام الناس وأتصرف طبيعي، بس قلبي مش طبيعي من زمان.
أحيانًا بسمع صوت خيالي بيقوللي "أنا كنت ممكن أكون هون"، خصوصًا لما بشوف أولادي نايمين، بحس انه في واحد ناقص بينهم، في فراغ غريب ما بينحضن ولا بيتعوض، فراغ عمره تسع سنين، بس بيكبر معي كل يوم، وبالليل، لما الدنيا تسكت، بيصحى الضمير اللي ما مات، وبيحكي معي بصوت الجنين اللي ما عاش.
الله يشفيك ويعافيك بس لازم تشرح للاخرين انو بتعاني من هاي الشغلة وتشرحلهم حتى تتجنب سوء الظن
منذ 2 شهر
أنا شخص عندي متلازمة توريت… بس ما حدا بيعرف. الكل بفكر إني "وقح"، أو "مش متربي"، أو حتى "غريب الأطوار"، بس الحقيقة غير هيك تمامًا. أنا بحارب جسمي وعقلي كل دقيقة. أوقات بيطلع مني صوت فجأة، أو حركة لا إرادية بتسببلي إحراج ما بتتخيله. بتكون قاعد بمجلس وبدون سابق إنذار بعمل صوت عالي أو بحرك إيدي بطريقة تلفت الأنظار، والناس بتبلش تطلع عليك بنظرات فيها شفقة، استغراب، أو حتى احتقار.
في فترة من حياتي كنت أضرب حالي، أعض شفايفي، أصرخ بألفاظ مش لائقة، مو لأني حابب أو متقصد... بس لأني ما بقدر أسيطر. تعبت من نظرة الناس إلي، وتعبت أكتر من محاولتي أكون "طبيعي" بعيونهم. مرة وحدة بالمدرسة، انفجرت بالتشنجات قدام الكل، وضحكوا... حتى الأستاذ ما فهم. يومها رجعت عالبيت وبكيت، مش بس لأنهم ضحكوا، بس لأني حاسس إني غريب، وكأني ماني من هالعالم.
والأصعب؟ لما تحاول تشرح وما حدا يصدق. "إنت بتتمسخر؟"، "عم تمثل؟"، أو حتى "كذاب بدك تلفت الانتباه". ما بيعرفوا إنه هالمتلازمة مثل شخص غريب ساكن جواك، بيقرر يتحرك بأي وقت بدون استئذان. وبالرغم من هيك... بتعلمت أتصالح معها شوي شوي. صارت جزء مني، جزء من هويتي، جزء من معركتي اليومية.
أنا عندي توريت… بس أنا مش متل ما بتفكروا. أنا إنسان. إنسان عم بحاول يعيش، ويتأقلم، ويحب حاله، حتى لو العالم مش قادر يحبني متل ما أنا.
أنا يا خوتي كنت نخدم فشركة تنظيف، وكانو يعاملوني كأني خدامة ما تسواش، يديرو فيا كي الكلبة، نهار كامل نغسل وكنس ونمسح، وما نسمع غير صياحهم وتحقيرهم، والمصيبة إني عندي شهادة جامعية، وقاريه وتعبانة، بس ما لقيتش خدمة بشهادتي، مرات كنت نغسل مرايات المكاتب ونشوف صورتي فيهم ونقول: "هاذي نتي؟ هاذي نتي بعد سنين القراية؟"، ونهز دمعتي ونكمل نخدم، اليوم خدمتهم طاحت وتهرّست، ما فرحتش، لكن حسّيت بارتياح غريب، كيف لو كان الزمن حب يردلي ولو ذرة كرامة ضاعت مني فكل صباح...
انا من برّة ببين متزوجة عادي، مبتسمة قدام الناس، بصورنا بنبان عيلة عادية، بس الحقيقة بعيدة كل البعد عن اللي بيشوفوه، الحقيقة اني من أول سنة زواج وأنا باخد حبوب منع حمل من ورا ظهره، وبخبيهم جوّا علبة فيتامينات قديمة حتى لو فتّش ما يشك بشي، هو بيفكر اني ما صار حمل لأنه “لسا الله ما كتب”، بس أنا اللي ما بدي الله يكتب، مش لأنو ما بحب الأولاد، بالعكس، بحب الأطفال لدرجة اني ما بدي يجي طفل يعيش وسط علاقة مش مستقرة، علاقة فيها شك وخوف وتردد أكتر من الحب نفسه.
لما تزوجنا كنت مفكرة اني أخيرًا رح أعيش أمان، بس مع الأيام اكتشفت اني تسرّعت، هو طيب، بس متقلب، عصبي، وبسيطر بكل شي، قراراتي، لبسي، شغلي، حتى علاقاتي مع أهلي صارت محسوبة، وكل مرة بحكي لحالي يمكن يتغير، يمكن يتحسن، بس بعد أربع سنين من الزواج ما تغير شي، بل زاد سوء، وصرت أحس اني محبوسة، مش شريكة، وأنا داخلي كله يرفض فكرة أجيب طفل يكون السبب في إني أظل بهالزواج اللي ما فيه أمان ولا محبة.
كل مرة بطلع معه وبشوف الأطفال بالشارع، بسمع منه جمل مثل “نفسي يصير عنا بيبي صغير”، وبضحك له بوجهه كأنه كلامه بفرحني، بس الحقيقة اني بكون متوترة من جوّا، قلبي بينقبض، وبكل مرة بخلّيني أوعد نفسي أكتر اني ما أخلي شي يصير، مرات لما بتأخر الدورة بحس بخوف مش طبيعي، بظل أراقب نفسي، وأعد الأيام، وبس أتأكد انه ما صار حمل بحس براحة فظيعة، وورا هالراحة بييجي إحساس بالذنب، ذنب لأني بخدعه، وذنب لأن جزء مني عارف اني عم أعيش حياة مزدوجة.
في ليالي معينة لما بيحكيلي “تخيلي لو عندنا بنت تشبهك”، بضحك وبقله “يا ريت”، بس وأنا بقله هيك بحس كأنه في شي جواتي عم يموت، لأني بعرف انه ما رح أخلي هيك شي يصير، يمكن بعدين أندم، يمكن بعدين أتمنى، بس هلأ ما بدي أجيب روح جديدة لعالم أنا نفسي مش متصالحة فيه.
المشكلة اني مش قادرة أواجهه، ما بقدر أقولله “أنا ما بدي أولاد منك” لأنه ممكن ينهار كل شي، ومش لأني بحبه، لأني ببساطة مش جاهزة للانفصال، بخاف من الطلاق، بخاف من كلام الناس، بخاف من الوحدة، بس كمان بخاف أضحي بحياتي لأجل صورة اجتماعية فاضية، يمكن الحبوب اللي باخدها هي الشي الوحيد اللي بحس فيه بتحكم، الشي الوحيد اللي بإيدي، لأن كل شي تاني صار بإيده هو.
أوقات بوقف قدام المراية وبسأل نفسي “لهون رح تظلي تكذبي؟”، بس الجواب بيضل ساكت، يمكن لأن ما عندي الجرأة أجاوب، يمكن لأني بعرف انه لو واجهت الحقيقة لازم أقرر، وأنا لليوم مش قادرة أقرر إذا بدي أكمل معاه أو أهرب، بس اللي بعرفه أكيد انه ما رح أجيب طفل يعيش بهالضباب، وما رح أخلي إنسان جديد يدخل لحياة أنا نفسي ما عاد بعرف إذا بديها ولا لأ.
كنت بشتغل فى محل موبايلات وكنت كل ما حد ييجي يصلّح موبايله و يسيبه يومين، آخد له صورة من الصور الشخصية عنده وأبعتها لنفسي على واتساب وأرجع أمسحها من عنده، عمري ما استخدمتها ف حاجة بس كنت بحس اني متحكّم ف خصوصيات الناس وده كان بيديني شعور بالقوة، لحد ما فى مرة صاحب الصورة طلع قريبي ومكنتش واخد بالي و من يومها بطلت ده كله وبقيت بخاف افتح حتى موبايل أمي.
انا ما بعرف شو يعني اشفق على شاب، حتى لما بشوف واحد منهك، شغله قاتلو، أو وجهه مهدود من التعب، ما بحس نحوه بأي رحمة، بحس انه لازم يتحمل، لازم يشد حاله، لأنو ما حدا عطاني أنا فرصة وقت كنت بمكانه، ما حدا وقف معي وقال "الله يعينك"، بالعكس، كلهم كانوا يضحكوا، يشمتوا، أو يتجاهلوني كأني مش موجود. لما كنت صغير، كنت فقير لدرجة كنت احلم بصندويشة زعتر، كنت أروح المدرسة بأواعي نصها ممزق ونصها من أولاد الحارة اللي خلصوا منها، كنت بشتغل بعد المدرسة بمحل خضرة، وبعدين بمخبز، وبالليل بنام ريحتي طحين، وكل يوم كان في واحد يمرق يرمقني بنظرة شفقة مقرفة، ومن يومها قررت ما بديها من حدا، ولا بدي أعطيها لحدا.
كبرت، وتعبت، ودفعت كل شي من صحتي وعمري، اشتغلت بوظايف ما بيقبلها غير اللي ما عنده بديل، نظفت مخازن، اشتغلت بواب، اشتغلت بمصنع بلا تهوية، وانضربت، وانظلمت، وكل مرة كنت أقول لحالي "يوم رح ييجي دورك"، وفعلاً إجا، بس يوم وصلت ووقفت على رجلي حسّيت انو العالم بده ينقلب، الكل صار يطلب مني معروف، دعم، مساعدة، كلمة حلوة، وأنا جوّاي صار جاف، ما بطلع مني حنية، ولا تعاطف، يمكن لأن الحنية انحرقت جوّاي من كتر القهر اللي مرّ عليّ.
أنا بشوف الشاب اللي بيتذمر من شغله وبيقول "تعبت" وبيوقف بدخان الكافيه الفخم، وبضحك، مش شماتة، بس لأنو ما بيعرف شو يعني فعلاً تعب، ما بيعرف شو يعني تشتغل وانت جعان، أو تنام ببيت سقفه بيسرّب مي، أو تطبّق الليل عشان توفر أجار الغرفة، فكيف بدك أتعاطف معه وهو شايف الدنيا ظالمة بس لأنه دوام زيادة ساعتين؟!
أنا ما بشوف الشفقة شي حلو، بشوفها سمّ، بتضعف اللي قدامك، بتخليه يتعود على دور الضحية، وأنا ما بحب الضحايا، بحب اللي يكافح، اللي ينكسر بس يرجع يقف، اللي ما يستنى حدا يشيله، لأنو محدا شالني، محدا ساعدني، أنا بنيت نفسي من لا شي، من تراب الطريق، من القرف، من وجع الإهانة، فليش بدي أتعاطف مع حدا ما مرّ بهالطريق؟
بس رغم كل هالصلابة اللي بظهر فيها، في داخلي في شي بينغزني أوقات، لما بشوف حدا مريض فعلاً، أو عنده إعاقة، هون بس، قلبي بيحنّ، لأن هدول الناس فعلاً ما اختاروا ضعفهم، ما عندهم فرصة يثبتوا نفسهم بنفس الطريقة، أما غير هيك؟ لا، ما بحس، ولا بدي أحس، لأن العالم علمّني انه الشفقة تخلّيك أضعف، واللي يضعف يُدهس، وأنا قررت من زمان أكون دايمًا اللي يوقف، مش اللي يندعس.
والله يا جماعة الموضوع ما بيهونش خالص، الموت عندي مش بس خوف عادي، هو كابوس بيطاردني كل لحظة، حتى وأنا نايمة بحس إنه قريب مني ودايمًا بفكر كيف ممكن يجي فجأة وياخذني وما في حدا يساعدني، حاولت أهرب من هالفكرة بس بتوصلني في كل مكان، لما أسمع خبر وفاة حد بحس الدنيا بتوقف، روحي بتتقلب وأنا متخوفة من المجهول، كأني بعيش في قفص ما له باب، وناس حواليني ما بتفهم وش يعني الواحد يكون خايف يموت للدرجة إنه ما يقدر ينام أو يطلع من البيت، حتى لما بكون مع أصحابي بحاول أخفي خوفي بس قلبي بيخفق بسرعة وبتعرق كتير، مرات بحاول أتجاهل الموضوع بس كأن الخوف داخل كل ذرة مني، بحس إنه الموت مش بس نهاية لكن بداية لشي غامض ومرعب، وما بدي أصارح حدا هالمشاعر خوفًا من الناس اللي ممكن يستهزئوا فيني أو يفهموني غلط، بس صدقوني، هالفوبيا مو سهلة وبتخلي حياتي كلها توتر وهم وقلق بدون راحة ولا أمان.
أنا نسوية من سنين، بس مش النسوية اللي بتطلع تصرخ وتكسر وتهاجم الرجال عالفاضي، لا.. نسويتي كانت أهدى، أذكى، أخطر.. كنت بدخل كل علاقة وراسي مرفوع، وما أسمح لولا رجل يفرض سيطرته علي حتى لو بحنية، كنت دايمًا أرفض أطبخ، أرفض أنضف، أرفض أتزينله، أرفض أكون "أنثى تقليدية"، حتى صرت أحس إني مش عم بحب، بس عم بتحدى، وكل ما أشوفه يحاول يقود العلاقة، أكسره، بكلمة، بتصرف، أحيانًا بتجاهل.. بعد كم سنة اكتشفت إني دمرت رجال كانوا فعلًا بيحبوني، كانوا مستعدين يضحوا بكل شي عشاني، بس أنا كنت معتبرة كل بادرة حب منهم محاولة سيطرة، وكل كلمة "اهتمي فيني" كأنها محاولة يطخني برجولته، كنت شايفة الحب ضعف، والتنازل انكسار، والمراعاة عبودية.. وهلّق؟ أنا بعيش لوحدي، مستقلة، قوية، بس باردة.. ما حدا بيقرب، ولا أنا بقدر أسمح لحالي أحب، مش لأني مش قادرة.. بس لأني نسيت كيف.
أحياناً بقعد مع حالي وبسأل: أنا فعلاً ذكي؟ ولا بس محظوظ زيادة عن اللزوم؟ كل شي صار معي بالحياة بحسّه صدفة، مش ترتيب، مش تخطيط، حتى لما الناس بتمدحني وبتحكي "عن جد دماغك رهيبة"، أنا ببتسم بس من جوّا بضحك، لأني بعرف انو أغلب اللي صار معي كان صدفة محضة، كأني ماشي عالعمياني والدنيا بترتبلي الأمور لحالها. لما أتذكر أول شغلة اشتغلتها، كنت رايح أوصل ورقة لصاحبي وطلعت قابلت مدير الشركة بالصدفة، حكى معي دقيقتين، وقاللي "تعال جرّب معنا"، ومن يومها بلشت مسيرتي اللي الناس بتفكرها “مبنية على تعب وذكاء”، بس الحقيقة إنها بلشت بلقطة عشوائية.
حتى بالقرارات الكبيرة، والله ما بفكر فيها بعمق، بتصير هيك بالحدس، كأني بحط ايدي بمكان مظلم وبسحب ورقة، وبتطلع هي الورقة الصح! مثل مرة كان عندي مشروع معقد، الكل فشل بحله، وأنا قاعدة هيك، خطر ببالي فكرة سخيفة، جربتها، وانحلت، الكل صفق وقال عبقري، وأنا من جوّا مش مستوعب كيف خطر ببالي هيك اقتراح أساسًا، يعني مش تحليل ولا خبرة، هي لحظة غريبة كأنها نغزة بتصيب دماغي وبتفتح باب، باب بيختفي بعد دقيقة وما بعرف كيف رجعتله.
كل نجاح صار معي بحياتي مش فاهم مصدره، مش منظم، مش متوقع، كأنو الحياة بترميلي العظمة وأنا ماشي بالغلط. يعني حتى المرات اللي كنت فيها على وشك أخسر كل شي، فجأة بصير ظرف صغير، تليفون، شخص، تأخير بثواني، وكل شي بينقلب لصالح، لدرجة مرات بخاف، بخاف من كمية الصدف اللي أنقذتني، كأنو في شي فوق العادة، أو اني ماشي عحبل القدر بطريقة مريبة.
الناس بتحب تقول “انت بتجتهد” وأنا ما بنكر إني بتعب، بس التعب لحاله مش مبرر كل اللي صار معي، في ناس تعبهم أضعاف وما صار معهم هيك، فليش أنا؟ يمكن لأني ببساطة مش بخطط كتير، بخلي الدنيا تشتغل، بخلي الأحداث تمشي وتاخدني معاها، ومش رح أكذب، لحد الآن كل مرة بمشي بالصدفة بتطلع النتيجة أحسن من أي خطة فكرت فيها.
بس الغريب اني لما بصفن، بحس بخوف غريب، بخاف يخلص الحظ، لأن ما عندي غيره، ما عندي وصفة نجاح، ما عندي نمط أو طريقة أو نظام، عندي بس سلسلة حوادث غريبة مشتني لهون، ولو يوم الحظ قرر يوقف، يمكن أنا كمان أتوقف، يمكن أكتشف اني فعلياً ما كنت عبقري ولا شي… بس واحد الحياة كانت تحبه شوي زيادة.
بتصرفك ذا تأذين وليدك موت , اتقي الله فنفسك وفوليدك
منذ 3 شهر
انا غرت من مرت ولدي، ايوه غرت وانا عارفه دا شي غلط، لكن قلبي ما قدر، انا ربيت ولدي ٢٨ سنه، حضنته وكنت امه وابوه وكل شي ليهو، ولما كبر وعرس، حسّيت كأنو اتخطف مني، بقت كل تفاصيلو معاها، ضحكتو، حكايتو، مشاويرو، حتى نومو، زمان كان بيجيني يبكي من شي ولا يفرح بحاجة، اسمع منو كل شي، هسه بقى يقول لي (سألي مرتي)، تحسّست منو، وبعد داك بقيت أي مشكله بيني وبين مرتو أتحسس اكتر، واكلمو بحدة وادخل في نقاشات ساي، مرات أبكي من نفسي بعد المشكله، بس ما بكون واعيه، ما بصحى الا بعد أيام، بعد ما أهدأ، أقول لي روحي انتي غلطانه، بعدين أرجع أندم، لكن والله مو حقد ولا كره ليها، بس قلبي موجوع، قلبي داير ولدي يرجع لي زي زمان، دا كلو لأني كنت شايفاه لي، حقي، تعبت وانا أقاوم الإحساس دا، لكن كل مره يغلبني، وارجع أعاتب نفسي في آخر اليوم، بس برضو ما بقدر أوقف.
هحكيلك حاجه يمكن تبان تافهه بس بالنسبالي كانت غريبه اوي، انا فاكر يوم حصلتلي حاجه لحد دلوقتي مش قادر افهمها ولا اعرف ازاي حصلت، كنت راجع من الشغل متأخر جدًا، الساعه يمكن كانت واحده بعد نص الليل، والدنيا كانت فاضيه خالص، ركبت تاكسي من عند موقف العاشر، والسواق كان راجل كبير في السن كده ووشه هادي اوي، بس عيونه فيها لمعة غريبه، طول الطريق كان ساكت، وانا كمان مش قادر افتح كلام، كنت تعبان ومخنوق ومش طايق حد.
وفجأه الراجل بصلي ف المرايه وقاللي "انت فاكر نفسك تايه يا ابني؟"، قلتله "ها؟ تايه ازاي؟"، ضحك وقاللي "اللي بيهرب من نفسه مش بيلاقي طريق يرجع"، الكلمه دي حرفيًا جمدتني، لأن ولا انا حكيتله حاجه ولا هو يعرفني، بس الكلمه دي خبطت ف قلبي جامد، كأني كنت مستني حد يقولها. بعد شويه لقيته بيشغل إذاعه قرآن، الصوت كان رايق كده، والدنيا بره ساكته خالص، وانا حسيت إن الوقت وقف، مشينا حوالي عشر دقايق، وبعدين لقيت نفسي مش شايف الطريق اللي متعود عليه، يعني الشوارع شكلها غريب، مفيش محلات ولا ناس، بس هو ماشي بثقه كأنه حافظ كل لفه، ساعتها اتوترت وقلتله "باشا احنا فين كده؟"، قالي "ما تقلقش، هوصلّك مكانك بس خليك فاكر الكلام اللي قولتهولك".
لما وصلني، نزلت، دفعتله، بس لما التفت عشان أبص على التاكسي كان اختفى، قسم بالله اختفى، لا نور، لا صوت، ولا أي حاجه، كأني كنت بحلم، رجعت البيت مخضوض، طول الليل مش قادر أنام، وكل ما افتكر صوته بترتعش إيدي، وخصوصًا الجمله بتاعته “اللي بيهرب من نفسه مش بيلاقي طريق يرجع”، بعدها بأيام بدأت أراجع كل حاجه ف حياتي، شغلي اللي مش بحبه، علاقتي اللي بايظه، حتى صحابي اللي كنت بضحك معاهم غصب.
يمكن الحكاية دي بالنسبالك مجرد موقف، بس بالنسبالي كانت علامه، من بعدها بطلت أعيش حياتي كده بالعافيه، بطلت أمثل إني مبسوط، بطلت أهرب من نفسي، بقيت أتكلم مع نفسي بصدق، حتى لو وجعني الكلام، وبقيت لما أركب تاكسي متأخر أبص ف المرايه وافتكر الراجل ده، مش عارف كان حقيقي ولا لا، بس هو خلاني أشوف نفسي أول مره بوضوح، ودي بالنسبالي كانت أعجب صدفة حصلت ف عمري كله.
لما درست جامعة درسو معي اشخاص اعمارهم بتتجاوز الاربعين !!
منذ 3 شهر
كنت ديما نايم على حلمة باش نولي محامي ونلبس للبصلة الكحلة وننطق فالقضايا وندافع على المظلومين قدام الحق ونتخيل روحي هيبيبرو فالقهوة مع الموكلي ونحس روحي ديناميكي والناس تحس بقيمتي لكن في الحقيقة طيشات الصغاء وسهر في القهاوي وضيعتي غرض القراية خلاني اليوم نطبق في البناء نحمل الركام تحت لحر ونسأل روحي علاش ما خديتش هادي الخطوة ورغم أني وليت ماشي صغير ربي ما عطانيش شهادة وما تعلمتش حرف تنفعني حسيت بمرارة تجيني ضربة في الشاطمي وقلبي يتقطع كل ما نشوف رفقاتي راسمين مستقبلهم وبيناتهم ساعات في القهاوي نحاول ننسى لكن العجز يطاردني والصمت يقتلني سهرات الليل نبكي بدموع صامتة ونعد الأيام كان بكري راح نكون محامي لكن هكا درت غريمة مع روحي وما نقدر نرجع الورا يدي الدنيا راهي غلطة العمر اللي راح تبقى علامة في حياتي وما نقدر نسامح روحي ومازال نرجو رحمة ربي
مرّة كنت خاطب بنت جيرانا، وكنا نحب بعض من سنين، وكل الناس كانت شايفتنا لبعض. بس لما خطبنا رسمي، حسّيت إنو الحُب اللي بينّا كان بس حماسة طفولة... صرت أختنق من أبسط تصرّف إلها، حتى صوتها ما عاد يريحني.
الغريب؟ إنو وأنا خاطب، رجعت أكتب لبنت كنت أحبها زمان، وصرنا نحكي كل يوم! مو بس هيك... بطّلت أحس بتأنيب ضمير، بالعكس، كنت أرتاح معها أكتر من خطيبتي. وكل مرة ألمّح لخطيبتي عن فسخ الخطبة كانت تنهار وتبكي، وأنا أرجع أكمّل مجاملة بس عشان ما أكسرها...
بس بالنهاية فسخت، وتركت وراي دمار نفسي لإلها... بس ما قدرت أكمّل بشي أنا مو فيه. والله أوقات بندم، وأوقات بحس عملت الصح... الدنيا مو أبيض وأسود متل ما كنا نتصور.
ما بعرف من وين بلشت معي بالضبط، بس فكرة إني أكون لحالي بتخوفني لدرجة غريبة، مش خوف عادي لا، بحس جسمي كله بيشدّ، نفسي بصير ضيق، دقات قلبي بتسابق بعضها، كأني فعلاً رح أموت لو ضليت لحالي فترة، حتى لو دقيقة، بحس انو المكان بيسكر عليّ، والهواء بصير ثقيل، والسكوت بصير صوت مزعج لدرجة ما تنوصف.
من زمان وأنا هيك، حتى لما كنت صغير، ما كنت أقدر أنام إلا لما أسمع صوت حدا جنبي، حتى لو أمي نايمة بغرفة ثانية كنت أترك باب غرفتي مفتوح عشان أسمع صوت نفسها، كنت بضل أراقب ضو التلفزيون اللي جاي من الصالة، بس عشان أحس إني مش لحالي، يعني الفكرة اني أكون وحيد كانت بالنسبة إلي كأنها موت بطيء.
كبرت، وصرت أعيش لحالي فترات، بس المشكلة ما راحت، بالعكس، صارت أعمق، صرت لما أرجع من الشغل عالبيت وأدخل وأسمع الصمت، بحس المكان بيهاجمني، بحس الجدران بتقرب عليّ، فبفتح التلفزيون بصوت عالي حتى لو ما عم بشوف شي، أو بشغل أغاني بس عشان أسمع صوت، حتى مرات بحكي لحالي، بعمل حوارات مع نفسي بصوت عالي كأني بحكي مع حدا فعلاً، بس المهم ما يكون في لحظة سكون.
مرّة انقطعت الكهربا وأنا بالبيت، والله حسّيت قلبي وقف، صرت ألهث كأن حدا بيطاردني، رحت بسرعة فتحت باب الشقة، طلعت عالسلالم بس عشان أشوف جيراني، حتى لو ما حكيت معهم، بس أشوف وجه إنسان، وأحس إني مش لوحدي، يعني حتى لو في بعوضة بالبيت، والله بفضل وجودها عالفراغ، بحس الحشرة كائن حي، وجودها بيخليني أرتاح شوي، بحس إنو في حياة حواليّ، مش بس فراغ وصمت قاتل.
بالتلفون بحاول دايمًا أضل مشغول، بدردش مع الناس حتى لو الحديث تافه، المهم الخط ما ينقطع، حتى لو بملّ، بخاف أوقف الكلام، مرات بصير أبعث مسجات عشوائية لأي شخص بس عشان يردّ عليّ، أو أفتح لايف بإنستغرام وأحكي بدون هدف، بس عشان أشوف الناس عم يدخلوا، يحكوا، يضحكوا، أتفاعل، المهم ما أحس بالوحدة.
حتى بعلاقاتي، دايمًا بدخل فيها مش لأنو بحب، لا، لأني بخاف أكون بلا شريك، بخاف من الفراغ اللي بعد ما يسكر التليفون، بخاف من الغرفة الفاضية اللي بتستناني، فبدور على أي وجود، أي إنسان يحكي معي، يسمعني، حتى لو العلاقة غلط، حتى لو بتوجعني، المهم تملأ الفراغ، لأن الفراغ بالنسبة إلي أسوأ من أي ألم.
بتذكر مرّة سافرت لوحدي، كانت فكرة السفر لحالي حلوة أولها، بس أول ليلة كانت كابوس، الغرفة نظيفة ومرتبة، بس حسيتها مقبرة، صوت المكيف كان مخيف، والساعة اللي على الحايط صوتها كأنها دقات قلبي، كل ثانية كانت توجعني، فتحت التلفون وبلشت أحكي لأي حدا من اللستة، حتى لو ما ردّ، كنت أبعث فويسات، وأضحك غصب عني، بس عشان ما أحس أني غارق بهالفراغ، ولما طفيت التلفون بعد ما خلص الشحن، حسّيت الدنيا وقفت، ما قدرت أتحرك، ضليت فاتح عيوني طول الليل بس أستنى ضوء الصبح.
الناس بتفكر الوحدة راحة، بس إلي هي رعب، رعب كأنه شي بيزحف جوّاي، كأنك تسمع أصواتك الداخلية تصرخ، كأنك بتواجه كل شي حاولت تهرب منه بحياتك، الوحدة بتخليني أسمع صدى أفكاري اللي بخاف منها، بتخليني أحس قديش أنا ضعيف، بتعرّيني من كل شي، بتوريني نفسي عالحقيقة، وأنا مش قادر أتحمّل هالنسخة مني.
مرات بحاول أواجهها، بقول خلاص اليوم رح أقعد لحالي وأهدى، بطفّي كل شي، وبجرب أستمتع بالهدوء، بس بعد ٥ دقايق بحس الأرض بتتقل، وبصير بدور بأي شي أهرب فيه، أفتح تيك توك، أعمل مكالمة، أطلع من البيت، أروح كافيه حتى لو ما بحب الكافيه، بس عشان أشوف ناس، أسمع ضحك، أشم ريحة حياة.
اللي بيحكوا إن الوحدة ضرورية لتعرف نفسك يمكن عندهم حق، بس أنا بعرف نفسي كتير منيح، ويمكن مشكلتي إني بعرفها زيادة، يمكن عشان هيك بهرب منها، لأني لو قعدت لحالي فعلاً، رح أسمع كل الأصوات اللي بخاف منها، وأواجه كل شي حاولت أخبيه تحت الضجيج، بس يمكن الضجيج صار درعي الوحيد، والناس اللي حولي صاروا أوكسيجيني، لأنو إذا اختفوا... أنا فعلاً رح أختنق.
أنا نوري… وهاي الكلمة لحالها صارت عبئ على صدري، بتتخيل يعني تكون كلمة عاديّة بالنسبه للناس، بس إلي بتجر وراها حياة كاملة من النبذ والهم والتعب؟ أنا مولود بالمخيم، بزاوية من زوايا البلد اللي بنسوا يذكروها لما يحكوا عن الأردن، لا شوارع مزفّتة، لا مدارس محترمة، لا فرصة تحكي حلمك من غير ما يضحكوا عليك… أنا نوري، وكل مرّة أمدّ إيدي لوظيفة بقولولي “رح نرجع نتواصل معك”، وأنا عارف إنهم ولا مرّة رح يتواصلوا.
كبرت وأنا بشوف ابن الجيران يدرس طب وأنا اتمنيت بس أدرس إعدادي من غير ما يرموني بممرات المدرسة زي الزايد، دايمًا كنت “اللي مش منّا”، بالرغم إني مولود هون، وحياتي كلّها هون، ولهجتي زيهم، لبسي زيهم، بس عيوني بتحكي غير هيك، بتحكي نَفورهم، بتحكي الغصّة اللي جواتي كل ما أحاول أكون طبيعي.
جربت أغير اسمي، جربت أحكي إنو أمي من عمان، وأبوي من السلط، بس دايمًا بيوصلوا لأصل السالفة، دايمًا في حد سامع، أو حاكي، أو "ببحث". اشتغلت بشغل عالبسطات، ومرّة نادوني بعرس “جيبوا النوري يعزف مزمار”، ضحكوا، وأنا ضحكت معهم، بس قلبي وقتها كسر، كسر بمعنى الكلمة… لأنهم اختصروني بمهنة وعرق، مش بإنسان.
بحب وحدة من الحارة، بنت ناس محترمين، وبحاول كل مرة أكتم مشاعري لأني عارف لو عرفت أو لو عرفوا، رح يصير كل إشي حرام، وكأنه النوري ما بحقله يحب، ما بحقله يتجوز، ما بحقله يحلم ببيت وعيلة وولاد. أحيانا بحس إني عايش غصب، مشان أذكّرهم إنو لسه في ناس مش معتبرينهم “مواطنين”، مع إنهم أكتر ناس بيعرفوا معنى البلد والانتماء.
أنا مش ندمان على أصلي، بس ندمان إني عايش بمكان بيحاسبني عليه كل يوم، بنظرة، بكلمة، بإشارة… أنا نوري، بس كمان إنسان، كمان بحس، كمان بحلم، بس أحلامي متعلقة على حبل غسيل برة بيت العالم، كل ما تهب رياح الجهل، بتوقع، وبرجع أضبّها، وأحاول أحلم من أول وجديد.
انا من لما كنت بالمدرسة وانا عندي معلمة بحبها بطريقة غريبة، مو حب عادي زي الطالب لمعلمته، لا، كان شي أعمق من هيك، كنت بحسها أقرب إنسانة ممكن تكون بحياتي، كنت أتمنى تكون أمي، كنت أتخيلها وأنا بالبيت، وأتخيل لو كانت هي اللي بتصحيني الصبح، هي اللي بتحضرلي الفطور، هي اللي بتعصب علي بحنية مش بعصبية، كنت لما تحكي معنا بالفصل بصوتها الهادي، بحس بشي جواتي يبرد، كأنها تطفي كل توتري، كل حزني، كنت أراقبها حتى بطريقة تمشي فيها، كيف تضحك، كيف تنادي كل طالبة باسمها، وكيف لما تغضب تظل ملامحها فيها طيبة، بحسها أحن من أمي، أمي ما عمرها كانت تحكيلي كلام حلو أو تحضني، بس هي كانت تعمل هالشي حتى لو بدون قصد، مرة كنت مريضة بالمدرسة وجلست لحالي، هي شافتني، جت جنبي ومسكت إيدي وقالتلي “ليش ما قلتيلي حبيبتي؟”، والله لهلأ بتذكر اللمسة تبعتها، كانت أول مرة أحس بحنان حقيقي، كأني طفلة صغيرة ضايعة و أخيرًا حدا لقاها.
من وقتها وأنا متعلقة فيها بطريقة مو طبيعية، كل يوم أصحى الصبح مشان أشوفها، ما كنت أحب المدرسة قبلها، بس لما صارت تدرّسني صرت أروح مبسوطة، ألبس أحلى لبسة، وأهتم بشكلي، مو لأني بدي أعجبها بطريقة غريبة، لا، بس لأني كنت بديها تلاحظني، بدي تكون فخورة فيي، بديها تبتسملي، لما كانت تمدحني قدام البنات أحس كأنو الدنيا كلها تزينت، ولما تتجاهلني يوم واحد كنت أرجع عالبيت وأبكي بدون سبب واضح، يمكن كان فيّ نقص عاطفي كبير بالبيت، يمكن كنت بحاجتها بطريقة نفسية أكثر من أي شي، كنت بشوفها مثالي الأعلى، وبنفس الوقت كنت بحس بشي بجواتي بخاف منه، بخاف إني متعلقة فيها زيادة، بخاف يوم تترك المدرسة وأعيش وجع غيابها.
ولما خلصت السنة وانتقلت صف ثاني، وما صارت تدرّسني، كنت كل يوم أطلع على باب صفها من بعيد، أسمع صوتها وقلبي يدق، مش حب مراهقة، بس شي يشبه الحنين، حنين لشي ما عرفته من قبل، كنت بحاول ألاقيها بأي حجة، حتى لو بس أمرّ جنبها، كانت لما تشوفني تقولي “وحشتيني”، وأنا أضل مبتسمة كأني بدي أبكي، هي يمكن ما كانت تعرف تأثيرها علي، يمكن بالنسبة إلها كنت طالبة عادية، بس بالنسبة إلي كانت الأم اللي ما حصلت عليها، الحنية اللي دايمًا تمنيتها، الحضن اللي ما عمره ضمني، كنت أتخيل لو هي فعلاً أمي، كيف كانت حياتي رح تكون، يمكن كنت أضحك أكتر، يمكن ما كنت أتعذب من الوحدة ولا من الصراخ بالبيت، يمكن كنت رح أكون بنت واثقة وسعيدة، مو مكسورة من جوّا.
كبرت وأنا بعدها بذاكرتي، كل مرة بشوف امرأة تشبهها بعيونها أو طريقة كلامها بحس قلبي يرجف، كأني بشوفها من جديد، لليوم محتفظة بورقة صغيرة كتبتلي فيها ملاحظة زمان قالتلي فيها “فخورة فيكي”، الورقة صفرِت بس بعدها عندي متل كنز، يمكن غريبة قصتي، بس هي الإنسانة الوحيدة اللي عطتني إحساس بالأمان بدون ما تعمل شي كبير، بكلمة، بابتسامة، بلمسة بسيطة خلتني أصدق إني أستحق الحب، يمكن ما راح تعرف أبدًا قديش بحبها، بس وجودها بعالمي غير فيّ أشياء كتير، علّمتني انو الحنان ممكن يجي حتى من غرباء، وانك ممكن تلاقي أمّك بروح حدا مو من دمك، بس حسّك إنك بنتو فعلاً.
كنت دايمًا أطلع قدّام الناس إني أكره الحُب وما بآمن فيه، وأعمل حالي قوية وباردة وما بهتم بأي حدا، بس بالحقيقة أنا كل يوم قبل ما أنام بفتح تشات قديم بيني وبين واحد كان يعجبني زمان، ما حكى معي إلا مرتين بس، وكل مرة كنت أرجع أراجع كلامه كأني عم أقرأ قصة حب مكتملة، وبحس بوجع غريب بصدري، يمكن لأني تمنّيت لو كان في شي، بس كبريائي خلاني أدفن الموضوع من أول يوم، واليوم بضحك قدّام الكل وبقول "شو هالتفاهة!" وأنا بقلبي بتمنى رسالة وحدة ترجع تحييني...
قبل فتره كنت طالع من شغلي متأخر ومرهق، وقررت أمشي شوي عالبحر يمكن يخف الضغط، وانا قاعد هناك اجت بنت غريبه، شكلها كانت زعلانه او باكيه، جلست جنبي بدون حتى ما تحكي، بعدين بلّشت تفضفض كأنها تعرفني من سنين، حكت عن خيانة، عن وجع، عن امها اللي ما بتحس فيها، وانا كنت اسمع بس، ما سألتها حتى عن اسمها، حسّيت اني صرت جزء من حكايتها الغريبه، بعد شوي راحت بدون ما تطلع بوجهي، وانا ضليت مكاني يمكن نص ساعه عم بفكر ليش كل شي غريب بحياتي بصير فجأه وبيخلص فجأه، حتى الناس العابرين بحياتي بحسهم يتركو اثر أعمق من المقربين، يمكن لاني نفسي ما بعرف شو بدي من الناس ولا شو همّ بدهم مني، بس الغريب اني من وقتها كل ما بشوف البحر بحسها بعدّها قاعده هناك وبتحكي لنفسها بنفس الطريقة.
أشعر أني لست بخير ، كان هناك نوع من الفوبيا من المستقبل انا لا استطيع اتمام اموري اليومية فقط بسبب التفكير بالمستقبل ، كما أني اخشى ان يكون المستقبل موحشا !!
ما كنت أتخيل بيوم من الأيام أوصل لهالمرحلة، بس الطمع بيخلي الواحد أعمى عن كل شي، كنت أشتغل بشغل عادي، بس يمر علي ناس، ناس تعرف كيف تدخل لعقلك بالكلمة، بالوعد، بالورقة الخضرا اللي تشوفها وتنسى كل المبادئ اللي تربيت عليها، بالبداية كانوا يطلبو مني معلومات عادية، ما كنت أحس إني عم بعمل شي غلط، حتى كنت أقنع نفسي إنو مجرد "تعاون"، بس شوي شوي صرت أغرق، صاروا يطلبو تفاصيل أكثر، وأنا كل مرة أقول هاي آخر مرة، بس ما كنت أوقف، كنت أبرر لنفسي إني بس محتاج المصاري، إني ما بضر حدا، بس الحقيقة إنو كنت أبيع ضميري وأنا عارف. كل رسالة كنت أبعتها كنت أحس قلبي ينكمش، بس بنفس الوقت صوت داخلي يقول "ما حدا رح يعرف"، ومع الوقت صار هالصوت أقوى من ضميري، لدرجة إني صرت أعيش بدورين، بالنهار إنسان طبيعي مبتسم، وبالليل شخص خاين، خاين للثقة اللي أعطوني إياها، خاين للناس اللي حولي. صرت ما أقدر أطلع بعيون حدا، حتى المراية صارت تخوفني، صرت أحس ريحتي ريحة خيانة. ولما خلص كل شي، لما ما عاد بدهم مني معلومات، رماني اللي كان يشتري ضميري مثل ما ترمي عقب سيجارة بعد ما تنتهي، وتركني مع نفسي، مع نظراتي المكسورة ومع ندم ما بيوصفه كلام، ما قدرت أنام طبيعي من بعدها، كل صوت حوالي صار يذكرني بقديش كنت ضعيف، وبقديش اللي ببيعه الإنسان مش بس كرامته، ببيع روحه كمان، صار مالي طعم ولا معنى، صرت أعيش كل يوم بعقاب صامت، يمكن ما في محكمة حكمت عليّ، بس ضميري بيحكمني كل يوم، كل ساعة، وأنا بتمنى لو أقدر أرجع الزمن، لو أقدر أمسح كل رسالة، كل كلمة، كل شي، بس الخيانة متل الوشم، حتى لو حاولت تمحيها، بتضل مطبوعة بجلدك وبروحك للأبد.
اش صبرك عليه لهلق لسا ساكته وتبرريلو كمان الف قلبه ولا غلبة
منذ 3 شهر
شاوروني يا بنات، قلبي ولعة، ونفسيتي على حافة الانهيار... يمكن قصتي طويلة، بس والله تعبت واحتاج أذن صافية تفهمني، يمكن كلمة منكن تردني لنفسي.
أنا بنت، وقريبي من أيام الطفولة خطبني. لما كنت في سنتي الأخيرة بالكلية، تقدم رسمي، وافقت عليه، وقال لي: "بعد شهرين نعقد القران."
عدّوا الشهرين، وما صار شيء. قال: "بس شهرين تانين"، وكان يغمرني بكلامه الحلو... "نحطك قمر وسط النجوم"، "اللي تبينه بيصير"، وأنا صدّقت.
كل مرة يمدد المدة، وأنا أقول معلش، يمكن الظروف. لكن بعدين، لما قلت له إني تعبت من الانتظار، قال: "خلاص، في ديسمبر."
جاء ديسمبر، ما صار شيء، سكت، حتى شهر يناير قرب يخلص، وأنا اللي بادرت وسألته: "شنو صار؟"
رد عليّ وقال: "والله بديت نبني."
قلت له: "بس انت عطيت وعد!"
قال: "باته (أبوه) قرر يبني الحوش قبل."
صدقته. حسبته رجل صادق. لكن طلع كذّاب.
رجع يكلمني، يرضّيني، وأنا رضيت، ورجع طلبني رسمي، وتمت الموافقة بين الأهل. لكن... ما زال يأجل، يأجل، يأجل.
وفي يوم، مرضت واضطريت أسافر أعمل عملية. بعثت له رسالة: "بكرة مسافرة للعملية."
ما رد.
سافرت، عملت العملية، نشرت ستوري، بعدها بساعات رد عليّ برسالة باردة: "كيف صار؟ لما نفضى نكلمك، يمكن بكرا."
قلت له: "معقولة؟ حتى (سلامتك) ما قلتها لي!"
رد عليّ: "أعوذ بالله منك!"
اتصل بعدها، وأنا ما قدرت أسكت، فشيت غلي، وكنت أتكلم بصوت عالي، سمعتني أمي، خدت مني التليفون وكلمته، وقال لها: "ما نعرف إنها كانت بتدير عملية، ما عندي علم."
انصدمت! كذب عليّ وعلى أمي في نفس اللحظة.
بعدها بثلاث شهور، عقد عليّ أخيرًا.
بس حتى بعد العقد، الدنيا ما هدأت...
بعد يومين من العقد، اتصل بي وأنا وسط دوشة إخوتي الصغار – أنا الكبيرة في البيت – قال: "اطلعي من الدوشة."
رحت المطبخ وكلمته، دخلت أمي تتكلم معي، سكر الخط.
قلت له: "هكذا بيتنا، إخوتي صغار، وما عندي غرفة لحالي."
حتى صديقاتي في الكلية يقولوا: "دوشة دايمًا حواليك."
أرسل لي صوتية وقال: "أنا حاسس إني متزوج وحدة من الشارع!"
بكيت... انصدمت...
وقطعني، وعمل لي حظر.
حاولت أصلحه. بعثت له من تليفون أمي وقلت له: "ارفع الحظر، خلينا نتحاور."
اتصل، وبدل ما يهدأ، صار يهددني:
"وقت ما نتصل بيك، ردي! لو في نص الليل، ردي!"
قلت له: "ما أقدر، بيتنا صغير، كلنا نرقد بنفس المكان، حتى لو طلعت المطبخ، يسمعوني."
وفي مرة اتصل، قال لي كلام عمري ما سمعته من إنسان!
قال: "إنتي مش متربية، وما عندك أخلاق!"
ليش؟ لأني ما قدرت أرد وقت ما اتصل!
قال: "إنتي تلعبي بيا، حتى مرة وريتيلي صورة أكلة من النت وقلتي درتيها!"
والله العظيم كانت أكلتي لصاحبتي، وصورتها وقلت له عنها، بس هو صك الخط بعصبية.
انشغلت بعدين في شغلي، أنا عندي دوامَين...
رجع قالي: "أنا خيرتك، يا أنا، يا شغلك!"
بلغت أهلي، وأبوي كلمه، قال له: "تبيها تترك شغلها؟"
رد: "لا، ما قلت تتركه، بس هي عنصرية!"
أبوي قال له: "بنتي؟ مستحيل! بنتي عمرها ما عاملت حد بعنصرية، إلا إذا حد أساء لها أول."
رجعت رديت عليه برسالة وقلت له: "مش تبي طلاق؟ طلق!"
اتصل عليّ وقال: "متأكدة؟"
قلت: "إي، متأكدة."
قال: "خلاص، نقول لأهلك، بس قولي لهم انتي اللي تبغي الطلاق، مش أنا."
قلت له: "كيف؟ وانت اللي دايم تهدد فيه!"
قال: "أنا نعرف، إنتي ما تحبيني، وقلتِها قبل. من يوم تتزوجيني، بتطلبي الطلاق!"
وأقسم بالله، يا بنات، عمري ما قلت له هيك!
وفي مرة قال لي: "كلميني ضروري."
قلت له: "به الصبح."
قمت الساعة 6، كنت مريضة، حتى صوتي كان مكسور، ما قدرت أمسك التليفون.
إلى المغرب تحسنت شوي، وأرسلت له صوتية، صوتي واضح إنه مريض.
قلت له: "كنت مريضة من الصبح، وتو قدرت أرد."
ولا حتى قال لي: "سلامتك."
ولا سأل عني.
انا ما بعرف اذا اللي عملتو ممكن ينغفر او لا، بس بحس اني محتاج احكي، يمكن لأني من جواتي تعبت من التمثيل، من لبس وجه مش وجهي، انا كنت أعيش حياة شكلها مثالية، الكل بيشوفني انسان ناجح ومرتب وهادئ، بس ما حدا يعرف اني كنت كذاب، مو كذاب بمعنى إني اخترع قصص، بس كذاب بمعنى اني ما كنت أنا، كنت عايش دور، دور الشخص اللي الكل بده يرضى عنه، اللي ما يزعل حدا، اللي دايمًا بيضحك حتى لو قلبه عم يغلي، كنت أقول لحالي إني قوي، بس الحقيقة اني كنت أضعف من أي شي، ضعيف قدام الناس، ضعيف قدام رأيهم، ضعيف قدام فكرة إني أنرفض، كنت أعيش لإرضاء الكل إلا نفسي، لدرجة إني نسيت مين أنا أصلًا. كنت أدخل بعلاقات، صداقات، شغل، وأتصنع بكل شي، حتى صرت ما أميز بين الكذب والحقيقة، وصرت أصدق الصورة اللي رسمتها لحالي، بس بالليل لما أنام، كانت تطلع حقيقتي من تحت الجلد، تسألني "إنت مين؟"، ما كان عندي جواب. يمكن الناس تشوف الكذب خيانة للغير، بس أنا خنت نفسي قبل أي حدا، خنت روحي اللي كانت تبغى تصرخ وتقول "كفى"، بس كنت أسكتها بابتسامة مزيفة. والمصيبة إنو لما قررت أكون صادق، ما عاد في حدا صدّقني، الكل تعود على النسخة المزيفة، وصرت غريب حتى بعيون اللي كنت أحاول أرضيهم. اليوم لما أطلع بالمراية بشوف شخص ما بعرفه، بس بعرف انو هو أنا الحقيقي، التعبان، المكسور، اللي ملّ من كل شي، بس بنفس الوقت حاسس براحة غريبة، يمكن أول مرة بحياتي أعيش بدون قناع، حتى لو الكل تركني، على الأقل عرفت حالي، ولو بعد خراب سنين.
أقل حاجة ممكن تعمليها انك تعترفي , انتي ظلمتي ال ظلم كبير جدا بسببكذبتك و أكبر ظلم انه خربتي علاقتها بأهلها عالاقل صلحي هاد المووضع بلكي ربنا غفرلك على ظلمك !!
منذ 3 شهر
قبل ١٢ سنة كنت تافهة، جاهلة، ما بعرف كيف لعب الشيطان بعقلي وخليتني أشهد زور على صاحبتي، قلت إنو هي سرقت ساعة من بنت بالصف، مع إنو أنا بعيني شفتها ما قربت عليها، بس خفت من صاحبات السوء، ورضيت أحط اسمي على كذبة ما بتموت، اتفقو يحطو الساعة بشنتتها، وأنا كنت الشاهدة اللي خلت الكذبة تصير حقيقة، والبنت... راحت حياتها، انطردت من المدرسة، أهلها بهدلُوها، وقطَعو علاقتها بكلشي، يمكن لهلأ أمها وأبوها بيكرهوها ومو مصدقينها، وأنا؟ كل ليلة بنام ودميري بخنقني، مرات ببكي بدون صوت، مرات بحلم فيها عم تبكي قدامي وتقلّي "ليش؟"، حاولت أرجع أتواصل معا، بس ما لقيت وسيلة، خايفة أحكي ويكون الأوان فات، ندمانة، ندمانة بطريقة ما بتنوصف، كل نجاح بحياتي صار طعمه مر، لأني بنيتو فوق خراب بنت بريئة، ما بنسى صوت صراخها وهي عم تبكي تقول "ما سرقت!"، ويمكن مستحيل أسامح حالي، حتى لو سامحتني هي.
أنا بعترف فعلا إن إحنا ناس سلبيه ونستاهل يتعمل فينا اكتر من كده بكتير عشان ساكتين على ابسط حقوقنا خلينا قاعدين ملزقين من قلة المياه ومش عارفين نستحمى ولا ندخل الحمام حتى يرضى مين اللي إحنا فيه ده تلات ايام متواصل مفيش مياه مبنلحقش نخلص الغسيل ولا نعمل شغل بيتنا ربنا ينتقم منهم الكفره ايه الذل ده
ما بعرف ليش بس من وانا صغير بحب اكون دايماً الشخص اللي الكل بيطّلع عليه، اللي بيضحكوا ع نكاته، اللي بيستنو تعليقه، اللي بيحسّوه "مركز الجلسة"، بحس براحة غريبة لما الاحاديث تلتف حواليي والكل يسمعني وانا بحكي، وكأنّي لازم أكون دايمًا البطل بأي مشهد حتى لو الموضوع بسيط أو حتى تافه، يعني لو كنا قاعدين مجموعة وبلش واحد غيري يحكي قصة والكل ضحك وتفاعل معاه، فجأة بحس نار بتغلي جوّاي، ما بقدر أتحكم فيها، ببلّش من جواتي أحقَد عليه وكأني هو سرق شي إلي، ببلّش أحاول أقطّع حكيه، أغيّر الموضوع، أجيب قصة أقوى، أضحك بصوت أعلى، أعمل أي شي يخلي الكل يرجع يطّلع عليّ.
مرّة كنا قاعدين بمطعم، مجموعة شباب من الشغل، واحد فيهم بلش يحكي عن تجربة مرّ فيها بلبنان، الكل كان مشدود، وانا قاعد حاسس قلبي بيغلي، حسّيت اني مش قادر اتنفس، وبدون ما أفكر، قطعت كلامه وبلّشت أحكي عن سفري لتركيا وكيف التقيت بمغني مشهور هناك، بس عشان أشوف وجوههم تتغيّر من عليه لعلي، ولما صاروا يسألوني أنا وانبسطوا بالحكي، حسّيت كأني رجعت أتنفّس، كأني رجعت مكاني الطبيعي.
الناس بتفكّر اني اجتماعي وواثق بنفسي بس بالحقيقة أنا بحس اني هشّ من جوّا، بخاف ينطوى عليّ النسيان، بخاف ما حدا ينتبهلي، بخاف أكون عادي، بحب الأضواء مش عشان الشهرة، لا، عشان لما الأضواء عليّ بحس اني موجود، اني شخص له قيمة، بس لما غيري يلمع، بحس اني ولا شي، حرفياً بحس اني انمحيت.
بتذكر مرّة بحفل زفاف، كنت قاعد مع مجموعة من الأقارب، وفيه واحد فيهم بلّش يغنّي ويضحك الناس، وصار الكل مركز معه، وأنا قاعد أبتسم من برّا بس من جوّا كنت بسبّه بكل الكلمات اللي ممكن تخطر ع بالك، وبعد شوي طلعت عالرقصة وسحبت المايك بلطافة وبلّشت أضحّك العالم بطريقتي، وما رجعت ارتحت إلا لما صرت أنا اللي الكل بيصورني وبضحك معي، بعدها لما شفت الفيديوهات بالانستغرام وأنا بالمقدمة، حسّيت بالرضا وكأنها جائزة.
حتى بحياتي الشخصية، لما حبيبتي تمدح شخص تاني مثلاً ممثل أو حتى صاحبها القديم، بحس قلبي بيتقلّب، ما بقدر أتحمل فكرة إنها شايفه حدا غيري مميز، بحسها خيانة، مو خيانة حب، خيانة اهتمام، كأني لازم أكون دايمًا المقارن رقم واحد.
مرات حتى بالمقابلات الرسمية بالشغل، لو شفت واحد تاني أخذ ثناء المدير أو مدح منه، بضل اليوم كله بحلل الموقف، وبكره الشخص، وبحاول بطريقة ملتوية أرجع الاضواء عليّ، أقدّم مشروع، أعمل عرض، أو حتى أحكي قصة تبهرهم، المهم أرجع أنا بالواجهة، ما بعرف أعيش بالظل، ما بعرف أكون خلف الكواليس، بحس اني لو اختفيت عن الساحة يوم الكل حينساني.
يمكن البعض يشوف هالشي مرض أو غرور، بس أنا بشوفه جوع، جوع نفسي غريب، جوع للانتباه، جوع للإحساس اني "حدا"، اني مش وجه بين ألف وجه، اني إذا حكيت الكل يسكت يسمعني، يمكن لاني كنت طول طفولتي ما حدا يسمعني بالبيت، كل حكيي كان يمرّ مرور الكرام، فكبرت وأنا بدي أكون الصوت اللي ما حدا يقدر يتجاهله.
بس الغريب، لما أكون لحالي بالليل، بعد كل جلسة كنت فيها وسرقت فيها الأضواء، بحس بتعب، بتعب نفسي غريب، كأنّي ركضت ماراثون بدون ما أتحرك، بحس اني كنت بامثل طول الوقت، وبس أرجع البيت برجع إنسان فاضي، لا تصفيق، لا ضحك، لا انتباه، بس أنا وصمتي، ويمكن هون الحقيقة اللي بخاف منها... اني يمكن ما بحب الأضواء، أنا بس بخاف من العتمة.
انت اللي منزل نفسك الارض وعامل نفسك متسواش حاجة , يبني عز نفسك تجدها ده حتى الشحاتين عاملين لنفسهم قيمة ومنزلة بس يخلصو شحتة من الخلق !
انت اللي عامل بنفسك كده و لازم تراجع نفسك وتزرع بدماغك انه مفيش حد احسن منك وانك كويس وعندك شغلات تميزك عن الخلق كلها
منذ 3 شهر
انا بجد مش عارف انا ليه دايمًا حاسس اني اقل من كل الناس، حاسس اني مولود ف مكان غلط، ف زمن غلط، و ان كل الناس بتجري لقدّام وانا متسمّر مكاني، كل واحد ليه حظ غيري، كل واحد عنده اهل بيساعدوه غيري، كل واحد دخل مدارس محترمه، لبس كويس، سكن نظيف، انا كنت باشوفهم ف الشارع وانا راجع من مدرسة مهدودة، بشنطة مقطوعة، و هدوم نصها قديم و نصها من صدقات، وانا ماشي مطاطي وشي في الارض علشان ماحدش يشوفني، دايمًا كنت بسأل نفسي انا عملت ايه علشان اطلع كده؟
كتير اتعرضت لمواقف مهينة، مدرس مرة ضربني على وشي ادام الفصل كله علشان ماكانش معايا فلوس ادفعها للرحلة، افتكرت اليوم ده وانا كبير لما بنت صغيرة ف شغلي طلبت تروح المؤتمر بتاع الشركة و اتوافق ليها على طول علشان ابوها صاحب المدير، حسيت وقتها ان مفيش حاجه اتغيرت، نفس الإهانه، نفس الشعور بالهوان، بس الفرق اني كبرت و بقيت بعرف اكتم اكتر، بقيت بابتسم وانا من جوه بصرخ
فيه مرة واحد شدني من هدومي ف طابور التموين، قالّي "وسع ياض انت واقف زي الهم"، ماعرفتش ارد، حسيت انو عنده حق، يمكن انا فعلا هم، يمكن انا فعلا مش لازم اكون هنا، وسعتله و سكت، و بعدين روّحت وانا مش قادر ابص ف مرايتي، كل يوم بحس اني مش كفاية، لا لشغلي، لا لاهلي، لا لأي حد،
لما الناس تتجمع و تضحك، انا بكون دايمًا في جنب لوحدي، مش علشان انا انطوائي، لأ، علشان حاسس اني عبء، ان وجودي بيقلّل من بهجتهم، بحاول ابان طبيعي بس جوّاي في صوت بيقولي "انت مش زيهم.. انت اقل"، حتي ف الحب، عمري ما عرفت احب و اتحب، كل مره كنت اقرب من حد كنت بحس اني مش مستحقه، اني لو قربت اكتر هيندم
ف وقت من الاوقات، بدأت اشوف ان العالم كله مابيحبش اللي شبهى، اللي فقير، اللي مش وسيم، اللي ملوش علاقات، حسيت اني موجود بس علشان الناس يقارنوا نفسهم بيا و يقولوا "الحمدلله احنا مش زيه"، بس رغم كل ده كنت بسكت، يمكن لإن السكوت أرحم من المحاولة، لإن لما تحاول و تفشل، بتتأكد انك فاشل، بس لما تسكت، مافيش إثبات
انا مش طالب شفقة، ولا نظرة حنين، بس بتمنى لو اقدر يوم اصحى و ماحسش إني عبء، إني مااتكسرش بنظرة او كلمة، إني أحس إني زيي زي غيري، يمكن مش احسن، بس مش اقل، يمكن لو حد في الدنيا سمعني من غير ما يحكم، يمكن ساعتها بس أحس إني انسان.
أنا من يوم عرفت إن صاحبي القديييم وأصحابي الجدد صاروا يتعشون سوى من غيري وأنا ضنيت إنهم نسوني قررت أسوق لهم بينااتهم بكلام تهيين وخلفت ورا كل طرف قلت في نفسي خلهم يعرفون قيمه بعض لين خلقت منهم فتنه وتباعدو وأنا الحين أي طرف فيهم يدق يمدحني بس قلبي توه زعلان لأني أصلا مدري كيف استر علي تصرّفي الخسييس
بصراحة انا متزوج من سنين و مرّات بحس اني عايش بصراع داخلي مو طبيعي، بحب مرتي، وبتعامل معاها منيح، والله ما عمرها قصّرت بشي، بس دايمًا جواي شعور ناقص، يمكن الناس تشوفني حقير لو حكيت السبب بس هو اني ببساطة ما بشوفها حلوة، يعني يمكن الكلمة قاسية بس فعليًا كل ما نطلع سوا بحس بنظراتي تروح على بنات غيرها، مو لاني بخونها لا، بس بحس انه في شي جواي ناقص، الجمال بالنسبه إلي صار شي مأثر فيّ أكثر من ما توقعت، ما قدرت أتقبّل شكلها رغم حُسن أخلاقها وطيبتها، وهاي النقطة صارت تخليني أبعد عنها نفسيًا شوي شوي، كل مرة أحاول أقول لنفسي “الجمال بيروح” و “المضمون أهم”، بس لما أكون معاها و أشوفها هيك بدون مكياج أو حتى بس بلبس عادي، بحس قلبي ما بيتحركش، يمكن بحبها بعقلي بس مش بقلبي. المشكلة اني ما بدي أظلمها، ما بدي أعيشها مع واحد نفسه مش مرتاحة، وما بدي أعيش باقي عمري بالكبت وأنا بتظاهر اني مكتفي، ففكرت بالزواج الثاني، مش خيانة ولا رغبة مؤقتة، زواج رسمي، حلال، يكون فيه نوع من التوازن بين عقلي وقلبي، وحدة تملالي هالفراغ اللي حاسه، وحدة يكون فيها الجمال اللي طول عمري كنت أتمنى أشوفه بمرتي. وبذات الوقت بخاف أكون عم بدمّر بيت بسبب نزوة، بخاف أجرحها أو احطمها لأنها فعليًا ملاك طيب، ما الها ذنب انها مو بالشكل اللي أنا بتمناه، مرات بطلع فيها وهي نايمة وقلبي بيكتم، بحس بالذنب، وبحس اني أناني، وبسأل نفسي كيف بحبها و بنفس الوقت مش قادر أنجذب الها، مرات بقول لحالي يمكن الزمن كفيل يغير نظرتي، بس مرت سنين وما تغير شي، فصرت بين نارين، يا أظلم نفسي و أكمل على الوضع زي ما هو، يا أتزوج وحدة ثانية و أعيش جزء من اللي ناقصني. وهاد القرار عم يخليني ما أنام، لأن كل ما أتخيل وجها لو عرفت، بتنهار جواتي كل الحجج اللي كنت أقنع حالي فيها، يمكن فعلاً المشكلة فيني أنا مش فيها، يمكن قلبي صار سطحي زيادة، أو يمكن هي بس مو المرأة اللي تشعل فيّ الرغبة اللي بدها تبقى. بس كل مرة بتهتم فيي وبتخاف علي، بخاف أكتر من فكرة الزواج الثاني، لأني عارف انه إذا صار راح أكون السبب بانكسارها، بس بنفس الوقت بخاف أعيش واموت وأنا بحبها عقليًا وبس، بدون شغف ولا شرارة، وهاد الشي بيقتلني يوم بعد يوم.
استغفري ربنا , وربنا غفور رحيم واضح من كلامك انك ندمانة وده الاصل الندم هو جزء من التوبة
منذ 3 شهر
كنت قاعدة عالسرير، موبايل بإيدي، ليلة هادية زي كل الليالي، والنت شغّال وبقلب عادي كأنها جولة تفريغ تفكير بعد يوم طويل، بس من حيث لا أحتسب، طلعلي بوست فيه صورة بايخة، مش محترمة، وقفت عندها لحظة، وبعدين قلبي قالي “حرام، اقفلي”، وفعلاً قفلتها بسرعة، كأني هربانة من نظرة ربنا، بس بعدها بكام يوم... لقيت نفسي برجع أدور، مش بشكل واضح، بس جوايا فضول خبيث بيقولي “شوّفي تاني، يمكن غلطتي لما قفلتي بسرعة”.
رجعت، ودخلت، ولقيت نفسي بفتح صفحة ورا صفحة، فيديو ورا فيديو، وكلو بيجر بعضه، كأني دخلت حفرة مش عارفة أطلع منها، وكل ما أطوّل أكتر، كل ما أحس بثقل على صدري، وكل ما أخلّص وأقفل، أقعد أبكي جوايا، وأشتم نفسي، وأقول “إنتي ازاي بتعملي كدا؟”، إنتي بتصلي، إنتي بتصومي، إنتي المفروض أحسن من كدا، بس لما الشهوة تمسك فيا، كل دا بيضيع، وبصير أعمى، بصير ضعيفة جدًا قدامها.
وصلت لمرحلة صرت أمارس العادة السرية بعد المشاهدة، وصار الإدمان جزء من يومي، مش إدمان لذة قد ما هو إدمان هروب من واقع مش مفهوهم، وكل مرة أخلص فيها، أحس بنفسي أني خسرتني، كأني بطعن نفسي بإيدي، أطلع من الحمام أقعد على السرير وأبكي، وأكره كل تفصيلة فيا، حتّى المراية بطلت أطيق أبص فيها، وحياتي كلها انقلبت، دراستي صارت مهزوزة، علاقاتي مع صحباتي صارت بايخة، بقيت أتهرب منهم، كل ما حد يقولي “مالك؟” أضحك وأقول “ولا حاجة”، بس جوايا في حرب.
بقيت أتوتر بسرعة، أعصابي بايظة، أتخانق مع أهلي عالفاضي، وكل ما أقرر أبطل، ألاقي حالي بعد يومين راجعة، وكأنه في شي أقوى مني بيجرّني، ودايمًا عندي أمل أوقف، بس كل محاولة بتنتهي بنكسة أكبر، وعارفه إنه غلط، بس بقيت مش قادرة، حاسة إني ماشية باتجاه هاوية وما عنديش بريك أضغطه.
أنا مش وحشة، والله العظيم مش وحشة، بس فيا حاجة انكسرت، حاجة مش عارفة أصلّحها، وكل ليلة قبل ما أنام أقول: "يارب ساعدني، أنا مش قادرة، مش طايقة حالي"، وبرجع وأبكي من غير صوت، ودايمًا ببقى مستنية معجزة تطهرني من اللي فيا، بس للآن… لسه في دوامة، ولسه قلبي بيوجعني كل مرة.
انا متزوجة من خمس سنين، وكل يوم بحاول أقنع نفسي اني لازم أتقبله، لازم أعيش طبيعي، بس والله ما بقدر، ما بقدر أتغاضى عن ريحته، عن شكله وقت ما بيقرب مني، بحس كأني عم أنخنق، مش عارفة كيف أوصف الشعور، بس لما بيقرب جسده مني، بحس كأني عم أعيش لحظة عذاب، مو لحظة حب ولا شوق، بحس بالاشمئزاز، بالنفور، ريحته بتقتلني، خصوصًا ريحة عرقه وملابسه الداخلية، كأنه ما بيعرف يعني ايش نظافة، حتى لو حمم حاله، بيطلع من الحمام وما يستعمل لا عطر ولا كريم ولا حتى يحلق شعره الزايد، كأنه ما بيشوف نفسه أصلاً، كل مرة بقله بطريقة ناعمة، “طيب ليش ما تغير هاي الملابس؟ ليش ما تستخدم معطر؟” يضحك ويقولي “هاي كلها كماليات”، وأنا بجواي عم انفجر، بتعرف كيف لما تكون مجبرة تتعاملي مع شخص نفسك ما تطيقه بس مضطرة؟ هيك أنا، لما بيقرب مني، جسمي كله بيتشنج، بحس كأنو عم يغتصبني رغم انو زوجي، مو لأني ما بحبو، لأني فقدت أي رغبة اتجاهه، نفسي ما بتقبله، ريحته صارت تربطني بالاشمئزاز مش بالعلاقة، بحاول أغمض عيوني وأتخيل شي تاني بس ما بقدر، ريحته بتسيطر على الجو كله، حتى المخدة بعده بتضل ريحتها كريهة، وصلت لمرحلة صرت أكره وجوده بالغرفة، إذا دخل وأنا نايمة بقوم بدون ما أحس، بحاول أتهرب من العلاقة بحجج تافهة، مرة وجع راسي، مرة الدورة، مرة تعبانة، وهو يمكن لاحظ بس بيطنش، يمكن حاسس، يمكن لأ، ما بعرف، بس اللي بعرفه إني صرت أكرهه، أكرهه مو عشان غلط كبير، بس عشان التفاصيل الصغيرة اللي ما بيهتم فيها، العرق، الرائحة، الأظافر، شعر الإبط، نفس الفم، كلهم صاروا سبب يخلوني ما أتحمل وجوده حولي، حتى حضنه صار بارد ومقرف، ما بحس بأمان ولا شغف، بحس اني محاصرة بجسد ما بدي ألمسه، كل مرة بينام جنبي وأنا بتقلب عالتخت بعيد عنه، بضل أتنفس من طرف واحد بس حتى ما أشم ريحته، صار نفسي يعيش بمكان لحاله، يمكن هو طيب وبيحبني، بس الحب لحاله ما بكفي، النظافة مش رفاهية، هي احترام للطرف التاني، وانا صرت أعيش بدوامة ذنب، بين كرهه وبين خوفي من الله، بحس اني عم أعصي لأني ما بحبه، بس بنفس الوقت نفسي تبتعد عنه، نفسي يختفي من حياتي شوي، حتى ريحته تروح من الغرفة، من المخدة، من كل شي، صرت أغسل الشراشف يومياً، أغير البخاخات، أحط شموع، معطرات، بس مافي فايدة، الريحة صارت تسكن براسي، حتى لو مش موجود، بتخيلها، بتخيلها لما بحاول أكون معه، ولما بيحاول يلمسني بحس اني رح أصرخ، مش لأني مشتاقة، بس لأني مش قادرة، ما بدي، بحس حالي مغصوبة، مرات بقول يمكن هو ما يعرف شو تأثيره عليّ، يمكن يظن اني مبسوطة بس خايفة أحكي بصراحة، خايفة أجرحه، بس بنفس الوقت حاسة اني قاعدة أموت بالبطيء، النفور وصل لدرجة صرت حتى صوته يزعجني، كل شي فيه صار مرتبط عندي بالقرف، وهاي أكثر مشاعر بتوجع، لأنك بتصحي يوم وتحسي انك متزوجة من شخص مستحيل تكملي حياتك معه، بس بنفس الوقت مش قادرة تنهي، مش قادرة تعترفي لحد، وبتظلي تمثلي انك بخير، بس كل مرة بيقرب منك، بتحسي انو قلبك بينكمش، وروحك عم تصرخ “ابعد”، وهاد الشعور هو أسوأ من أي ألم ممكن توصفه.
صديقي المهم لا تبقى ببيتك معزول اختلط بالناس حتى لو حسيت انه عالفاضي لو على الاقل اطلع اتمشى
منذ 3 شهر
أنا صراحة ما كنت ناوي أقول هالكلام لحد، بس حسيت إنو لازم أفضفض مع حدا، يمكن أرتاح شوي. من زمان وأنا محمل همّ كبير في قلبي، وأنا عم بحاول أخبيه حتى عن نفسي، بس صار أكبر مني وصار يأثر عليّ بكل تفاصيل حياتي. أنا مو شخص اجتماعي، بالعكس كتير بحب أبقى لحالي، بس حتى لما بحاول أكون مع الناس، بحس إنو في جدار بيني وبينهم، ما حد فعلاً قادر يفهمني أو يقترب مني. أكتر شي بوجعني إني حتى أقرب الناس إليّ، مثل أهلي أو أصدقائي، ما بحس إنهم عم يشوفوني على حقيقتي، دايمًا بحس إنهم شايفين شخص تاني غير اللي أنا عليه بالحقيقة. وهاد الشي خلاني أكون حذر كتير، ما بفشي أسراري، وبخاف أفتح قلبي حتى لو بغار من الناس اللي بيفتحو قلوبهم بسهولة. يمكن السبب إني تعرضت لخيانات كثيرة من ناس كنت أثق فيهم، وهاي التجارب تركت جروح عميقة ما عم تندمل، وصرت خايف أسمح لأي شخص يدخل حياتي عن قرب. بحس أوقات إنو روحي متعبة وحياتي كلها دوشة ما إلها معنى، بحاول ألاقي مخرج أو سبب يخليني أرجع أتفاءل، بس الدنيا عم تزيدها سودا على سودا. وحتى بالحب، كنت أفتكر إنو رح ألاقي الحنان والأمان، بس طلع الحب بالنسبة إليّ كان درس موجع، خلاني أعيش الوحدة بأقصى أشكالها. بحكي هالكلام وما بعرف إذا حدا رح يسمعني أو يفهمني، بس على الأقل حبيت أطلع اللي جواتي، يمكن بشي يوم ألاقي حد يشارك معي هالهم ويخفف عني الحمل الثقيل اللي بحمله.
والله ما كنت اتخيل يوم اني أوصل لهالعمر وأنا لهالدرجة خايفة من نظرات الناس، زمان كنت دايم أقول اني ما أبي أتزوج الا من رجل يكون فعلاً قدّي، كانو يتقدمولي شباب واجد، بس دايم كنت أشوف فيهم نقص، هذا مو كفو، وهذا شكله ممل، وهذا ما يناسب مستواي، وكنت أشوف نفسي مميزة، وجميلة، ومتعلمة، وعندي كل شي، كنت أقول الزواج بييجي بوقته وما استعجل، لين صار الوقت يجري وأنا مو حاسة، سنة ورا سنة، وكل صديقاتي اللي كنت أضحك عليهم وهم مستعجلين يتزوجون صار عندهم بيوت وأطفال وحياة، وأنا بعدها عايشة بين جدران غرفتي، أمثل اني مبسوطة وأن حياتي حلوة، ألبس وأطلع وأضحك، بس والله من جوا قلبي فاضي، خصوصاً لما أرجع آخر الليل، لما أشوف نفسي بالمراية وأحس إن ملامحي تغيّرت شوي، وإن الزمن فعلاً ما يرحم، صرت أخاف من كلمة “عانس” حتى لو محد يقولها لي بصوت عالي، بس أحسها بكل نظرة، بكل تعليق، كل مرة وحدة تقول لي "ليش ما تزوجتي؟" أحسها طعنة، أرد بهدوء وأقول "ما لقيت اللي يستاهل" وأضحك، بس داخلي يتقطع، كبريائي ما يسمح لي أقول إني ندمانة، ولا أقدر أعترف حتى لأقرب الناس لي، أتمثل القوة وأنا أضعف وحدة، ومو لأني ما أبي أتزوج، بالعكس، أبي بيت، دفى، صوت أطفال، ريحة عطر رجل بالبيت، بس ما أقدر أقولها، كرامتي مانعتني، واللي قاهرني أكثر إنّي كنت السبب، كنت مغرورة، كنت شايفة نفسي فوق الكل، واليوم كل اللي كنت أستهين فيهم صاروا عايشين أجمل حياة وأنا أتفرج، كل مرة تجيني فرصة جديدة أحسها ناقصة، أتهرب، أقول مو مناسب، بس الحقيقة إن الخوف صار يسيطر، أخاف أرتبط بأي أحد بس لأني كبرت، أحسها إهانة، أحس نفسي تنازلت، فأسكت وأضحك وأقول “أنا مرتاحة كذا”، بس والله ما في راحة، كل يوم يمر وأنا أحس الزمن ياكلني شوي شوي، وكل اللي كنت أشوفه فخر صار عبء، حتى جمالي اللي كنت أتباهى فيه بدأ يبهت، وصرت أحط ميك أب أكثر بس عشان أغطي خوف السنين، وأقنع نفسي إن الحياة بعدها طويلة، بس الحقيقة إنّي ضيعت عمري وأنا أكذب على نفسي.