كنت قاعدة عالسرير، موبايل بإيدي، ليلة هادية زي كل الليالي، والنت شغّال وبقلب عادي كأنها جولة تفريغ تفكير بعد يوم طويل، بس من حيث لا أحتسب، طلعلي بوست فيه صورة بايخة، مش محترمة، وقفت عندها لحظة، وبعدين قلبي قالي “حرام، اقفلي”، وفعلاً قفلتها بسرعة، كأني هربانة من نظرة ربنا، بس بعدها بكام يوم... لقيت نفسي برجع أدور، مش بشكل واضح، بس جوايا فضول خبيث بيقولي “شوّفي تاني، يمكن غلطتي لما قفلتي بسرعة”.
رجعت، ودخلت، ولقيت نفسي بفتح صفحة ورا صفحة، فيديو ورا فيديو، وكلو بيجر بعضه، كأني دخلت حفرة مش عارفة أطلع منها، وكل ما أطوّل أكتر، كل ما أحس بثقل على صدري، وكل ما أخلّص وأقفل، أقعد أبكي جوايا، وأشتم نفسي، وأقول “إنتي ازاي بتعملي كدا؟”، إنتي بتصلي، إنتي بتصومي، إنتي المفروض أحسن من كدا، بس لما الشهوة تمسك فيا، كل دا بيضيع، وبصير أعمى، بصير ضعيفة جدًا قدامها.
وصلت لمرحلة صرت أمارس العادة السرية بعد المشاهدة، وصار الإدمان جزء من يومي، مش إدمان لذة قد ما هو إدمان هروب من واقع مش مفهوهم، وكل مرة أخلص فيها، أحس بنفسي أني خسرتني، كأني بطعن نفسي بإيدي، أطلع من الحمام أقعد على السرير وأبكي، وأكره كل تفصيلة فيا، حتّى المراية بطلت أطيق أبص فيها، وحياتي كلها انقلبت، دراستي صارت مهزوزة، علاقاتي مع صحباتي صارت بايخة، بقيت أتهرب منهم، كل ما حد يقولي “مالك؟” أضحك وأقول “ولا حاجة”، بس جوايا في حرب.
بقيت أتوتر بسرعة، أعصابي بايظة، أتخانق مع أهلي عالفاضي، وكل ما أقرر أبطل، ألاقي حالي بعد يومين راجعة، وكأنه في شي أقوى مني بيجرّني، ودايمًا عندي أمل أوقف، بس كل محاولة بتنتهي بنكسة أكبر، وعارفه إنه غلط، بس بقيت مش قادرة، حاسة إني ماشية باتجاه هاوية وما عنديش بريك أضغطه.
أنا مش وحشة، والله العظيم مش وحشة، بس فيا حاجة انكسرت، حاجة مش عارفة أصلّحها، وكل ليلة قبل ما أنام أقول: "يارب ساعدني، أنا مش قادرة، مش طايقة حالي"، وبرجع وأبكي من غير صوت، ودايمًا ببقى مستنية معجزة تطهرني من اللي فيا، بس للآن… لسه في دوامة، ولسه قلبي بيوجعني كل مرة.