اعتراف #ar_confessions_636

انا متزوجة من خمس سنين، وكل يوم بحاول أقنع نفسي اني لازم أتقبله، لازم أعيش طبيعي، بس والله ما بقدر، ما بقدر أتغاضى عن ريحته، عن شكله وقت ما بيقرب مني، بحس كأني عم أنخنق، مش عارفة كيف أوصف الشعور، بس لما بيقرب جسده مني، بحس كأني عم أعيش لحظة عذاب، مو لحظة حب ولا شوق، بحس بالاشمئزاز، بالنفور، ريحته بتقتلني، خصوصًا ريحة عرقه وملابسه الداخلية، كأنه ما بيعرف يعني ايش نظافة، حتى لو حمم حاله، بيطلع من الحمام وما يستعمل لا عطر ولا كريم ولا حتى يحلق شعره الزايد، كأنه ما بيشوف نفسه أصلاً، كل مرة بقله بطريقة ناعمة، “طيب ليش ما تغير هاي الملابس؟ ليش ما تستخدم معطر؟” يضحك ويقولي “هاي كلها كماليات”، وأنا بجواي عم انفجر، بتعرف كيف لما تكون مجبرة تتعاملي مع شخص نفسك ما تطيقه بس مضطرة؟ هيك أنا، لما بيقرب مني، جسمي كله بيتشنج، بحس كأنو عم يغتصبني رغم انو زوجي، مو لأني ما بحبو، لأني فقدت أي رغبة اتجاهه، نفسي ما بتقبله، ريحته صارت تربطني بالاشمئزاز مش بالعلاقة، بحاول أغمض عيوني وأتخيل شي تاني بس ما بقدر، ريحته بتسيطر على الجو كله، حتى المخدة بعده بتضل ريحتها كريهة، وصلت لمرحلة صرت أكره وجوده بالغرفة، إذا دخل وأنا نايمة بقوم بدون ما أحس، بحاول أتهرب من العلاقة بحجج تافهة، مرة وجع راسي، مرة الدورة، مرة تعبانة، وهو يمكن لاحظ بس بيطنش، يمكن حاسس، يمكن لأ، ما بعرف، بس اللي بعرفه إني صرت أكرهه، أكرهه مو عشان غلط كبير، بس عشان التفاصيل الصغيرة اللي ما بيهتم فيها، العرق، الرائحة، الأظافر، شعر الإبط، نفس الفم، كلهم صاروا سبب يخلوني ما أتحمل وجوده حولي، حتى حضنه صار بارد ومقرف، ما بحس بأمان ولا شغف، بحس اني محاصرة بجسد ما بدي ألمسه، كل مرة بينام جنبي وأنا بتقلب عالتخت بعيد عنه، بضل أتنفس من طرف واحد بس حتى ما أشم ريحته، صار نفسي يعيش بمكان لحاله، يمكن هو طيب وبيحبني، بس الحب لحاله ما بكفي، النظافة مش رفاهية، هي احترام للطرف التاني، وانا صرت أعيش بدوامة ذنب، بين كرهه وبين خوفي من الله، بحس اني عم أعصي لأني ما بحبه، بس بنفس الوقت نفسي تبتعد عنه، نفسي يختفي من حياتي شوي، حتى ريحته تروح من الغرفة، من المخدة، من كل شي، صرت أغسل الشراشف يومياً، أغير البخاخات، أحط شموع، معطرات، بس مافي فايدة، الريحة صارت تسكن براسي، حتى لو مش موجود، بتخيلها، بتخيلها لما بحاول أكون معه، ولما بيحاول يلمسني بحس اني رح أصرخ، مش لأني مشتاقة، بس لأني مش قادرة، ما بدي، بحس حالي مغصوبة، مرات بقول يمكن هو ما يعرف شو تأثيره عليّ، يمكن يظن اني مبسوطة بس خايفة أحكي بصراحة، خايفة أجرحه، بس بنفس الوقت حاسة اني قاعدة أموت بالبطيء، النفور وصل لدرجة صرت حتى صوته يزعجني، كل شي فيه صار مرتبط عندي بالقرف، وهاي أكثر مشاعر بتوجع، لأنك بتصحي يوم وتحسي انك متزوجة من شخص مستحيل تكملي حياتك معه، بس بنفس الوقت مش قادرة تنهي، مش قادرة تعترفي لحد، وبتظلي تمثلي انك بخير، بس كل مرة بيقرب منك، بتحسي انو قلبك بينكمش، وروحك عم تصرخ “ابعد”، وهاد الشعور هو أسوأ من أي ألم ممكن توصفه.
تاريخ الإرسال: 2025-10-21 - 10:23:45
تمت الموافقة: 2025-10-21 13:23:50
عدد المشاهدات: 10

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.