اعتراف #ar_confessions_639

ما كنت أتخيل بيوم من الأيام أوصل لهالمرحلة، بس الطمع بيخلي الواحد أعمى عن كل شي، كنت أشتغل بشغل عادي، بس يمر علي ناس، ناس تعرف كيف تدخل لعقلك بالكلمة، بالوعد، بالورقة الخضرا اللي تشوفها وتنسى كل المبادئ اللي تربيت عليها، بالبداية كانوا يطلبو مني معلومات عادية، ما كنت أحس إني عم بعمل شي غلط، حتى كنت أقنع نفسي إنو مجرد "تعاون"، بس شوي شوي صرت أغرق، صاروا يطلبو تفاصيل أكثر، وأنا كل مرة أقول هاي آخر مرة، بس ما كنت أوقف، كنت أبرر لنفسي إني بس محتاج المصاري، إني ما بضر حدا، بس الحقيقة إنو كنت أبيع ضميري وأنا عارف. كل رسالة كنت أبعتها كنت أحس قلبي ينكمش، بس بنفس الوقت صوت داخلي يقول "ما حدا رح يعرف"، ومع الوقت صار هالصوت أقوى من ضميري، لدرجة إني صرت أعيش بدورين، بالنهار إنسان طبيعي مبتسم، وبالليل شخص خاين، خاين للثقة اللي أعطوني إياها، خاين للناس اللي حولي. صرت ما أقدر أطلع بعيون حدا، حتى المراية صارت تخوفني، صرت أحس ريحتي ريحة خيانة. ولما خلص كل شي، لما ما عاد بدهم مني معلومات، رماني اللي كان يشتري ضميري مثل ما ترمي عقب سيجارة بعد ما تنتهي، وتركني مع نفسي، مع نظراتي المكسورة ومع ندم ما بيوصفه كلام، ما قدرت أنام طبيعي من بعدها، كل صوت حوالي صار يذكرني بقديش كنت ضعيف، وبقديش اللي ببيعه الإنسان مش بس كرامته، ببيع روحه كمان، صار مالي طعم ولا معنى، صرت أعيش كل يوم بعقاب صامت، يمكن ما في محكمة حكمت عليّ، بس ضميري بيحكمني كل يوم، كل ساعة، وأنا بتمنى لو أقدر أرجع الزمن، لو أقدر أمسح كل رسالة، كل كلمة، كل شي، بس الخيانة متل الوشم، حتى لو حاولت تمحيها، بتضل مطبوعة بجلدك وبروحك للأبد.
تاريخ الإرسال: 2025-10-21 - 10:27:12
تمت الموافقة: 2025-10-21 13:29:35
عدد المشاهدات: 10

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.