إعترافات سرية منصة توفر دعما نفسياً لكل صاحب تجربة , لكل باحث عن إجابة , لكل من يريد استفساراً .
اعتراف #ar_confessions_634
والله ما كنت اتخيل يوم اني أوصل لهالعمر وأنا لهالدرجة خايفة من نظرات الناس، زمان كنت دايم أقول اني ما أبي أتزوج الا من رجل يكون فعلاً قدّي، كانو يتقدمولي شباب واجد، بس دايم كنت أشوف فيهم نقص، هذا مو كفو، وهذا شكله ممل، وهذا ما يناسب مستواي، وكنت أشوف نفسي مميزة، وجميلة، ومتعلمة، وعندي كل شي، كنت أقول الزواج بييجي بوقته وما استعجل، لين صار الوقت يجري وأنا مو حاسة، سنة ورا سنة، وكل صديقاتي اللي كنت أضحك عليهم وهم مستعجلين يتزوجون صار عندهم بيوت وأطفال وحياة، وأنا بعدها عايشة بين جدران غرفتي، أمثل اني مبسوطة وأن حياتي حلوة، ألبس وأطلع وأضحك، بس والله من جوا قلبي فاضي، خصوصاً لما أرجع آخر الليل، لما أشوف نفسي بالمراية وأحس إن ملامحي تغيّرت شوي، وإن الزمن فعلاً ما يرحم، صرت أخاف من كلمة “عانس” حتى لو محد يقولها لي بصوت عالي، بس أحسها بكل نظرة، بكل تعليق، كل مرة وحدة تقول لي "ليش ما تزوجتي؟" أحسها طعنة، أرد بهدوء وأقول "ما لقيت اللي يستاهل" وأضحك، بس داخلي يتقطع، كبريائي ما يسمح لي أقول إني ندمانة، ولا أقدر أعترف حتى لأقرب الناس لي، أتمثل القوة وأنا أضعف وحدة، ومو لأني ما أبي أتزوج، بالعكس، أبي بيت، دفى، صوت أطفال، ريحة عطر رجل بالبيت، بس ما أقدر أقولها، كرامتي مانعتني، واللي قاهرني أكثر إنّي كنت السبب، كنت مغرورة، كنت شايفة نفسي فوق الكل، واليوم كل اللي كنت أستهين فيهم صاروا عايشين أجمل حياة وأنا أتفرج، كل مرة تجيني فرصة جديدة أحسها ناقصة، أتهرب، أقول مو مناسب، بس الحقيقة إن الخوف صار يسيطر، أخاف أرتبط بأي أحد بس لأني كبرت، أحسها إهانة، أحس نفسي تنازلت، فأسكت وأضحك وأقول “أنا مرتاحة كذا”، بس والله ما في راحة، كل يوم يمر وأنا أحس الزمن ياكلني شوي شوي، وكل اللي كنت أشوفه فخر صار عبء، حتى جمالي اللي كنت أتباهى فيه بدأ يبهت، وصرت أحط ميك أب أكثر بس عشان أغطي خوف السنين، وأقنع نفسي إن الحياة بعدها طويلة، بس الحقيقة إنّي ضيعت عمري وأنا أكذب على نفسي.