أنا ما كنت ناوية أحكي، ولا حتى أدوّن حرف من اللي صار، بس في شي جوّاي عم يغلي، كأنو قلبي عم يطرق الباب بقبضته، يقلي "طلّع اللي جوّاتك، فضفض قبل ما تنفجر"... أنا خنت. أيوا، خنت، ومو خيانة مرة وخلص، خنت كتير، وأنا متزوجة، وأكتر من شخص، وبكل مرة كنت أقول هاي آخر مرة، وبرجع بعملها، والغريب؟ إني ما ندمت، ولا بكيت، ولا حتى شعرت إني آثمة، يمكن لأنو اللي خنته ما كان يوم زوج بالمعنى الحقيقي.
تزوجته وعمري ٢١، زواج تقليدي مية بالمية، أمه خطبتني، وهو كان عايش بدبي، ما شفت منه غير صور ومكالمة فيديو واحدة قبل كتب الكتاب، وبعدها بأسبوعين نزل وتزوجنا، وراح تاني يوم، بقيت أنا ببيت العيلة، وهو هناك، وكأنو أنا بس غرض اشتراه وسافر فيه، أو تركه على الرف.
أول سنة زواج، كانت عبارة عن شات ورسائل صوتية، كأنو بحكي مع صديق افتراضي، حتى بالمسجات ما كان يعرف يقول كلمة حلوة، دايمًا بيحكي عن شغله، وعن التعب، ولما أشتكيله يقلي "تحملي، هيك الحياة"، ولا مرة سألني "بتحبي شي؟ ناقصك شي؟"، حتى لما طلبت منه أروح لعنده، قاللي: "مو هلأ، الوضع مش مناسب"، وعشت سنتين على أمل إنه يرجع، أو ياخدني لعنده، بس ما صار شي، وأنا بديت أنسى كيف شكله.
المرة الأولى اللي خنت فيها كانت مع صاحبه... إي صاحبه اللي كان ينزل يزور أهله بالحي، شاب وسيم، ولبق، وبيضحك، وصار يمر يسلم على "مرة صاحبه"، وأنا وقتها كنت عطشانة كلمة، عطشانة نظرة، عطشانة إحساس إني أنثى. أول شي كان بريء، سلام وكلمتين، بعدين صار في قهوة، بعدين مسجات، بعدين شي تاني، يوم صارت أول قبلة، كنت مفكرة رح أحس بالذنب، بس اللي صار؟ إني بكيت، بس من الفرحة... حسّيت حالي عايشة، دمي دافي، مو جليد متحجّر.
ولما حكالي "أنا حاسس إنو زوجك مش مقدّرك"، ما أنكرت، ما دافعت، بالعكس، رميت حالي بحضنه وقلتله: "وإنت الوحيد اللي حسيت فيني"... استمرت علاقتنا تلات شهور، بعدها قطعني فجأة، قاللي ضميره ما سمحلوا يكمل، وأنا ضليت أضرب الحيط، مو بس لأني خسرتو، بل لأني صرت مدمنة هالشعور.
ومن يومها، صرت أبحث عن نفس الإحساس بأي رجل يمر بحياتي، خنت مع جارنا الأرمل، ومع محامي كنت أراجع عنده شغلة ميراث، ومع مدرب سباحة، وكل مرة كنت أقنع نفسي "هاد بيعوضني، هاد بيفهمني، هاد بيحس فيني"، بس بالحقيقة؟ كنت عم أدوّر على شي فقدتو من أول يوم تزوجت، وهو الإحساس إني مرغوبة.
بس خليني أقولك موقف ما بنساه، اللي خلاني أعترف اليوم، كان قبل شهر... كنت بمول، وشفت بنت لابسة نفس بلوزتي اللي لبستها لما كنت عند واحد من اللي خنت معهم، ضحكت لحالي، بس بعد لحظات، سمعت صوت طفل بيقول "ماما شوفي هديك المرا، هاي اللي كانت ببيت بابا!"، التفت، وكان واقف وراي الشخص اللي كنت معه قبل سنتين، ومعه ابنه، ومرته، وولده عم يفضحني بعينه، وأنا متجمدة، صارت مرته تبكي، وهو سحب ولده، وأنا واقفة متل الحجر، ولساني ما فيه ولا كلمة.
من هداك اليوم، وأنا كل ليلة بسكر الباب، وبطفي الضو، وبقعد أطلع بالمراية، وأسأل حالي: "مين أنا؟"، وكل مرة بجاوب غير، مرة بقول "أنا ضحية"، ومرة بقول "أنا وحش"، ومرة بضحك وأقول "أنا بس وحدة عم تنتقم من زوجها اللي نسيها"، بس الحقيقة؟ ما بقا أعرف، لأنو ما فيني أوقف، صرت مدمنة، مو على الرجال، لا، على اللحظة اللي بحس فيها إنو في حد عم يتمنى يلمسني.
وزوجي؟ لليوم ما بيعرف شي، بيرسللي فلوس، وبسأل مرة بالشهر "كيفك؟"، ويمكن يحبني، بس ما بعرف، لأني ما عدت أحس، ولا حتى متذكرة ريحة جلده، أو نبرة صوته، هو الغايب، بس الغايب اللي ما غاب عن ذنبي.
هل أنا ندمانة؟ ما بعرف... بس اللي بعرفه، إني حتى وأنا بكتب، قلبي ما عم يطرق من الخوف، عم يطرق من شي غريب، شي بيقلي "أنتي صرتي أكبر من الاعتراف"... أنتي قصة.