انا بجد مش عارف انا ليه دايمًا حاسس اني اقل من كل الناس، حاسس اني مولود ف مكان غلط، ف زمن غلط، و ان كل الناس بتجري لقدّام وانا متسمّر مكاني، كل واحد ليه حظ غيري، كل واحد عنده اهل بيساعدوه غيري، كل واحد دخل مدارس محترمه، لبس كويس، سكن نظيف، انا كنت باشوفهم ف الشارع وانا راجع من مدرسة مهدودة، بشنطة مقطوعة، و هدوم نصها قديم و نصها من صدقات، وانا ماشي مطاطي وشي في الارض علشان ماحدش يشوفني، دايمًا كنت بسأل نفسي انا عملت ايه علشان اطلع كده؟
كتير اتعرضت لمواقف مهينة، مدرس مرة ضربني على وشي ادام الفصل كله علشان ماكانش معايا فلوس ادفعها للرحلة، افتكرت اليوم ده وانا كبير لما بنت صغيرة ف شغلي طلبت تروح المؤتمر بتاع الشركة و اتوافق ليها على طول علشان ابوها صاحب المدير، حسيت وقتها ان مفيش حاجه اتغيرت، نفس الإهانه، نفس الشعور بالهوان، بس الفرق اني كبرت و بقيت بعرف اكتم اكتر، بقيت بابتسم وانا من جوه بصرخ
فيه مرة واحد شدني من هدومي ف طابور التموين، قالّي "وسع ياض انت واقف زي الهم"، ماعرفتش ارد، حسيت انو عنده حق، يمكن انا فعلا هم، يمكن انا فعلا مش لازم اكون هنا، وسعتله و سكت، و بعدين روّحت وانا مش قادر ابص ف مرايتي، كل يوم بحس اني مش كفاية، لا لشغلي، لا لاهلي، لا لأي حد،
لما الناس تتجمع و تضحك، انا بكون دايمًا في جنب لوحدي، مش علشان انا انطوائي، لأ، علشان حاسس اني عبء، ان وجودي بيقلّل من بهجتهم، بحاول ابان طبيعي بس جوّاي في صوت بيقولي "انت مش زيهم.. انت اقل"، حتي ف الحب، عمري ما عرفت احب و اتحب، كل مره كنت اقرب من حد كنت بحس اني مش مستحقه، اني لو قربت اكتر هيندم
ف وقت من الاوقات، بدأت اشوف ان العالم كله مابيحبش اللي شبهى، اللي فقير، اللي مش وسيم، اللي ملوش علاقات، حسيت اني موجود بس علشان الناس يقارنوا نفسهم بيا و يقولوا "الحمدلله احنا مش زيه"، بس رغم كل ده كنت بسكت، يمكن لإن السكوت أرحم من المحاولة، لإن لما تحاول و تفشل، بتتأكد انك فاشل، بس لما تسكت، مافيش إثبات
انا مش طالب شفقة، ولا نظرة حنين، بس بتمنى لو اقدر يوم اصحى و ماحسش إني عبء، إني مااتكسرش بنظرة او كلمة، إني أحس إني زيي زي غيري، يمكن مش احسن، بس مش اقل، يمكن لو حد في الدنيا سمعني من غير ما يحكم، يمكن ساعتها بس أحس إني انسان.