اعتراف #ar_confessions_645

انا من برّة ببين متزوجة عادي، مبتسمة قدام الناس، بصورنا بنبان عيلة عادية، بس الحقيقة بعيدة كل البعد عن اللي بيشوفوه، الحقيقة اني من أول سنة زواج وأنا باخد حبوب منع حمل من ورا ظهره، وبخبيهم جوّا علبة فيتامينات قديمة حتى لو فتّش ما يشك بشي، هو بيفكر اني ما صار حمل لأنه “لسا الله ما كتب”، بس أنا اللي ما بدي الله يكتب، مش لأنو ما بحب الأولاد، بالعكس، بحب الأطفال لدرجة اني ما بدي يجي طفل يعيش وسط علاقة مش مستقرة، علاقة فيها شك وخوف وتردد أكتر من الحب نفسه.

لما تزوجنا كنت مفكرة اني أخيرًا رح أعيش أمان، بس مع الأيام اكتشفت اني تسرّعت، هو طيب، بس متقلب، عصبي، وبسيطر بكل شي، قراراتي، لبسي، شغلي، حتى علاقاتي مع أهلي صارت محسوبة، وكل مرة بحكي لحالي يمكن يتغير، يمكن يتحسن، بس بعد أربع سنين من الزواج ما تغير شي، بل زاد سوء، وصرت أحس اني محبوسة، مش شريكة، وأنا داخلي كله يرفض فكرة أجيب طفل يكون السبب في إني أظل بهالزواج اللي ما فيه أمان ولا محبة.

كل مرة بطلع معه وبشوف الأطفال بالشارع، بسمع منه جمل مثل “نفسي يصير عنا بيبي صغير”، وبضحك له بوجهه كأنه كلامه بفرحني، بس الحقيقة اني بكون متوترة من جوّا، قلبي بينقبض، وبكل مرة بخلّيني أوعد نفسي أكتر اني ما أخلي شي يصير، مرات لما بتأخر الدورة بحس بخوف مش طبيعي، بظل أراقب نفسي، وأعد الأيام، وبس أتأكد انه ما صار حمل بحس براحة فظيعة، وورا هالراحة بييجي إحساس بالذنب، ذنب لأني بخدعه، وذنب لأن جزء مني عارف اني عم أعيش حياة مزدوجة.

في ليالي معينة لما بيحكيلي “تخيلي لو عندنا بنت تشبهك”، بضحك وبقله “يا ريت”، بس وأنا بقله هيك بحس كأنه في شي جواتي عم يموت، لأني بعرف انه ما رح أخلي هيك شي يصير، يمكن بعدين أندم، يمكن بعدين أتمنى، بس هلأ ما بدي أجيب روح جديدة لعالم أنا نفسي مش متصالحة فيه.

المشكلة اني مش قادرة أواجهه، ما بقدر أقولله “أنا ما بدي أولاد منك” لأنه ممكن ينهار كل شي، ومش لأني بحبه، لأني ببساطة مش جاهزة للانفصال، بخاف من الطلاق، بخاف من كلام الناس، بخاف من الوحدة، بس كمان بخاف أضحي بحياتي لأجل صورة اجتماعية فاضية، يمكن الحبوب اللي باخدها هي الشي الوحيد اللي بحس فيه بتحكم، الشي الوحيد اللي بإيدي، لأن كل شي تاني صار بإيده هو.

أوقات بوقف قدام المراية وبسأل نفسي “لهون رح تظلي تكذبي؟”، بس الجواب بيضل ساكت، يمكن لأن ما عندي الجرأة أجاوب، يمكن لأني بعرف انه لو واجهت الحقيقة لازم أقرر، وأنا لليوم مش قادرة أقرر إذا بدي أكمل معاه أو أهرب، بس اللي بعرفه أكيد انه ما رح أجيب طفل يعيش بهالضباب، وما رح أخلي إنسان جديد يدخل لحياة أنا نفسي ما عاد بعرف إذا بديها ولا لأ.
تاريخ الإرسال: 2025-10-22 - 07:29:30
تمت الموافقة: 2025-10-22 10:34:17
عدد المشاهدات: 12

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.