ما بعرف من وين بلّش… بس أنا اليوم حابب احكي شي مدفون بقلبي من سنين، ومو قادر سامح حالي عليه.
أنا شاب سوري، عايش ببلد عربي، وعندي أخ أكبر مني بخمس سنين، كنا دايمًا سوا، صاحبي وأخويا وسندي بالحياة. ما كان في شي بيناتنا إلا المحبة والثقة… ثقة عمياء.
أخويا خطب بنت حلوة كتير، مؤدبة، والكل بيحكي إنها نعمة، وأنا وقتها كنت عايش فراغ عاطفي، وضايع، وقلبي ضعيف قدّام الكلمة الحلوة والنظرة.
هي بالبداية كانت محترمة معي، بس شوي شوي، صارت تحاكيني عالسوشيال، تسألني عن أشياء ما إلها علاقة بأخويا، تمدحني، تضحك من قلبها، وأنا كنت غبي كفاية إني صدقت إنو فيه شي بينا.
وصلنا لمكان غلط… ما صار في بيناتنا شي جسدي، بس الحكي اللي صار، والرسائل، والمشاعر المخبّاية… كانت خيانة حقيقية، مو بس لأخويا، خيانة لنفسي.
الشي اللي حرقني؟
إنو بعد فترة، هي تركته… بدون ما يعرف السبب الحقيقي.
وقالتلي: "أنا مابقدر كون معك ولا معو… خليني اختفي".
واختفت. وأنا بقيت…
تايه، مكسور، وقلبي عم يتقطع كل يوم من الندم.
أخويا لليوم بيسألني: "شو صار؟ ليش تركتني؟"
وما بقدر جاوبه، ما بقدر طالع عيونو حتى.
أنا اللي كنت لازم كون خط الأمان لأخويا… صرت الطعنة بظهره.
وما في شي بيوجع أكتر من إنك تخون أقرب الناس إلك.
ساعدوني…
بحق الله، شو ممكن أعمل؟
هل أحكيله؟ ولا خلّيها مدفونة؟
أنا قلبي ما عم يقدر يعيش بهالذنب، وضميري عم ينهش فيني كل ليلة…