أنا متزوجة من 11 سنة، زواجي كان من ابن عمي، زواج أقارب، وفي عائلتنا العادات فوق كل شيء… فوق القلب، وفوق القرار.
ساعدته كثير، كنت جنبه في كل خطوة، لكن بعد سنتين فقط من زواجنا… بدأ يهملني.. وكأنني ما عدت مهمة، وكأن كل ما قدمته ما عاد يعني له شيء.
مرت الأيام، وسافرنا إلى تركيا، وهناك… حصل شيء ما زال يؤلمني كلما تذكرته.
في ليلة كان عندي صداع، أعطاني شيئًا قال لي إنه يساعدني أروق… شربته، ووعيت في المستشفى.
ما كنت أعرف شو أعطاني، بس اكتشفت إنه كوكايين (مخدرات).
وقتها بكا، واعتذر، وأنا… سامحته. سامحته لأني كنت حابة أحافظ على بيتي.
لكنه للأسف خاني مع وحدة ثانية، وكمشته.
وسكتت… لأني أم، وعندي 3 أولاد: أعمارهم 11، و9، و7.
أهلي وأهله كانوا يضغطوا عليّ: "تحملي، استري، فكري بالأولاد.. فكرت، وتحملت، وبقيت.
لكن مرّت سنة، وفيها حسيت بشيء غريب… حتى لما يقترب مني، كنت أحس كأنه مش واعي، وكأنه بياخذني بالقوة.. كأني مش زوجته، كأني غريبة.
كنت أبكي بصمت… أحس بالإهانة، وأكذّب إحساسي، وأقول: يمكن بس تعب.
بس الشك بدا يكبر، وكنت نفسيًا مدمرة، وفي لحظة ضعف، قلت أجربه…
قلت له: "عطيني نفس الشي اللي عطيتني ياه أول مرة، يمكن أروق شوي."
ويا ليتني ما قلت!
فعلاً راح، وجاب كوكايين، ودخل الغرفة وبده يعطيني ياه!
أنا ما كنت ناوية آخده، كنت بس أختبره…
بس لما عملها، لما جاب لي سمّ بيده… شي جواتي انكسر.
مش بس قلبي، انكسرت العِشرة، وانكسر الأمان، وانكسر البيت.
عاتبته، قلت له: "أنا مرتك، كيف تعمل هيك فيني؟"
بس ما عاد في شي ينحكى.. روحي كانت مكسورة، فمسكت حالي، ورحت لعند خالتي، وقعدت يومين.
ورغم هيك…
من يومها وهو يبكي، يتوسل، يترجى، وأهله كمان… كلهم يطلبوا مني أرجع.
صار يعمل تصرفات غريبة عشان أحن: يدوّخ قدامي، يبكي، يتألم قدامي…
بس اللي صار ما عم أقدر أنساه، ما عم أقدر أتجاوزه.
هلا قلبي واقف بين نارين:
أبقى كرمال أولادي؟
ولا أرجع على سوريا، لعند أهلي، وأنقذ نفسي من إنسان كسرني حتى وأنا مرته؟
أنا محتارة…
أترك أولادي؟ ولا أضيع نفسي؟
أبقى ببيت فقدت فيه كرامتي؟ ولا أهرب رغم كل شيء؟
انصحوني…
والله كل شي فيّ مكسور.