والله ما عمري تخيلت إني أعترف بشي زي كذا، بس تعبت... أنا بنت من ###، مولودة ومربّية بهالبلد، بس جوّاي شي دوم يقولي إنّي ما أنتمي لهنا. كل يوم أحس نفسي غريبة، حتى بين أهلي وناسي. أحاول أكون مثل البنات اللي حواليني، أضحك، ألبس مثلهم، أمشي عالخط اللي مرسوم لنا، بس قلبي مو مرتاح.

أنا ما أكره ديني ولا أكره لغتي، بالعكس، أحب العربية وأحب تقاليدنا ببعض جوانبها، بس أحسني محبوسة. ليه لازم أبرر لبسي؟ ليه لازم أتحاسب على طلعة؟ ليه الحرية تكون دايم للرجال؟ تعبت من كل شي لازم يكون "عيب"، "ما يصير"، "وش بيقولون الناس؟".

أتابع يومياتي على إنستقرام وتيك توك لبنات من أوروبا، أحيانا بس أغمض عيوني وأتخيل إني مكانهم. بنت عايشة بشقة لحالها، تلبس اللي تبيه، تشتغل أو تدرس، تروح وتجي من غير ما تحتاج عشرين تصريح ولا خمسين سؤال. تتكلم براحتها، تحب براحتها، تعيش من غير كل هالقيود.

تجيني نوبات بكاء وأنا أفكر ليش انولدت هنا؟ ليه ربي اختار لي هالمكان؟ هل هو ابتلاء؟ هل في حكمة؟ بس صدق تعبت أدوّر الجواب. أمي دايم تقول لي احمدي ربك، في بنات ما عندهم نص اللي عندك. وأنا شاكرة، بس هل gratitude معناته أنسى ذاتي وأدفن روحي؟

ماني ناكرة خير، وماني كارهة أصلي، بس أتمنى بيوم أصحى وألقى نفسي ببلد يخليني أتنفس، أضحك، أغلط، أعيش... من غير خوف. من غير وجع. من غير حكم مسبق.