اعتراف #ar_confessions_459

أنا ما بكرهها، والله ما بكرهها، بس كل ما بشوفها قدامي بحس متل نار عم تاكلني من جوّا، متل شعور بشبه الحسد بس مو حسد، شعور أقرب للغيرة اللي فيها كره، بس مو كره لشخصها، كره لحالها، للراحة اللي عايشتها، للضحكة اللي بوجهها، للعيون اللي كل ما ترف بتخطف انتباه الكل، حتى أنا، أنا اللي كنت أقرب الناس إلها، صرت أحس إني مجرد ظل بيمشي جنبها.

هي اسمها رُلى، بنت حلوة، مش بس حلوة، أنيقة، خفيفة دم، دايمًا الكل بيحبها من أول لقاء، وأنا؟ أنا اللي لازم أشرح حالي عشان الناس تقتنع فيني، لازم أضحك وأجامل وأتعب عشان آخد نفس كمية الاهتمام، بس هي؟ بكلمة، بنظرة، بتصرف بسيط، بتخطف القلوب، وأنا واقفة جنبها، حسّيت حالي دايمًا المرتبة التانية، أو حتى مو موجودة بالسباق أصلاً.

أول مرة اكتشفت قديش أنا بغير منها كانت بصف تاسع، لما الأستاذ مدح مشروعها وقال إنه أفضل مشروع شافه من سنين، وأنا كان مشروعي جاهز قبله، وأنا تعبت فيه أكتر، حتى ساعدتها بالتصميم، بس نسيت، وما قالت قدام الصف إنو أنا ساعدتها، وانشهرت لحالها، وضل الأستاذ يحكي عنها لبنات الصف، وأنا كنت قاعدة أعض شفايفي من الغيظ، بس ما حكيت شي، بس قلبي بدا يزرع أول بذور الكره.

بعدين صارت القصص تتكرر، كل شاب بتحاكيه، يترك السهرة ويصير يحوم حواليها، حتى الشاب اللي كنت مغرومة فيه سنتين، لما شفها لأول مرة، قاللي: "هاي صاحبتك بتجنّن!"، وأنا من يومها بطّلت أحكيلو عن مشاعري، وانسحبت، ورجعت عالبيت أقطع صورها من دفتر الذكريات، بس ما مسحتها من حياتي، لأني كنت محتاجة إلها، أو يمكن كنت محتاجة أضل جنبها لأراقبها، أتعلّم، أو أكره أكتر.

مرّة، قررت أختبرها، قلتلها إني وقعت بمشكلة مع شب، بس ما في مشكلة، قلتلها إني عم بحاول أبتعد عنه، وما عدت بدي شي منه، وكنت عم شوف إذا بتقرب عليه، بعد كم يوم شفتها عم تضحك معه قدام الكافتيريا، تضحك بنفس الطريقة اللي كنت أتمنّى أضحك فيها، عفوية، ناعمة، وعيونها فيها لمعة، وأنا؟ حسّيت متل حد رماني بالتراب، بس ما واجهتها، ضحكت، وقلت: "بتستاهل، هي أذكى وأجمل"، بس جوّاي؟ جوّاي كان في عاصفة.

والمصيبة؟ إنو هي بتحبني، أو هيك بتقول، كانت تبعثلي هدايا، وتكتبلي رسائل عيد ميلاد، وتبكي إذا زعلت، وأنا؟ أنا كنت بردّ، كنت أضحك، وادّعي إنو أنا كمان بحبها، بس الحقيقة؟ كنت براقبها متل كاميرا خفية، بكتب عنها ملاحظات، حتى كنت عم بقلّد لبسها، اشتريت نفس الجاكيت اللي لبستو مرة، ونزلت فيه عالسوق، وشفت كيف الناس تطلع عليّ بنفس النظرة اللي بيطلعوها فيها، بس حسّيت إني كذّابة، فَرمَيت الجاكيت، وقلت: "أنا مش هي، بس نفسي أكون".

موقف مستحيل أنساه، يوم خطبت، وصارت تبكي، مو من الفرح، من الألم، قالتلي: "كنت حابة نكمل مع بعض، نمشي نفس الطريق"، وأنا جوّاي كنت أصرخ: "أنا ربحت عليكي أخيرًا!"، بس عيوني كانت مليانة دموع، وقلت: "إنتي أغلى شي بحياتي"، وهي صدّقت، بس اللي ما بتعرفه، إنو ليلة زفافي، وأنا بالمكياج، قبل ما أروح الصالون، قعدت أبكي قدّام المراية، مش لأني متوترة، بس لأني كنت بتمنّى أشوفها حزينة أكتر، كنت بديها تبكي دم، بديها تحس أخيرًا إنو أنا سبقتها.

هلأ؟ بعد سنين، بعد ما تزوجت أنا، وطلقت، وهي بعدها مش متزوجة، وبسافِر وبتنجح وبتفتح مشاريع، وكل الناس بعدها بتحبها، وأنا؟ أنا قاعدة بغرفة صغيرة، بشتغل شغل ما بحبّه، وبطّلت أعرف أضحك، وكل مرة بشوف ستوري إلها، بحط إيدي على الشاشة، وبقول: "ليش بعدك بتلمعي؟ ليش؟".

أنا بعرف، بعرف إنو يمكن أنا مريضة، يمكن مشاعري مو صح، يمكن أنا إنسانة حقودة، بس أنا بحكي، لأني تعبت، بدي أحكي، بدي أعترف، بدي أقول لكل وحدة عم تحس زيي: الغيرة سجن، وأنا محبوسة فيه، وسجاني؟ اسمها رُلى.
تاريخ الإرسال: 2025-07-16 - 08:22:31
تمت الموافقة: 2025-07-16 11:22:55
عدد المشاهدات: 8

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.