انا عمري ما كنت شجاع بحياتي بالعكس كنت جبان لدرجة تضحك وتبكي بنفس الوقت، من وانا صغير كنت اذا عملت مشكله حتى لو بسيطه زي كسرت كبايه بالبيت او طوشت مع ولد بالحاره جسمي كله يرجف وقلبي يدق بسرعه كأني عملت جريمه كبيرة، كنت اذا سمعت صراخ من بعيد اظلني متوتر واحس انو في مصيبه صايره وانو انا رح اندخل فيها، مرة بالمدرسه كنت بلعب مع واحد ودفيتو بالغلط وقع وانجرح، ما لحقت حتى اشوف هو بخير ولا لا رحت ركضت عالحمام قفلت الباب وبلشت ابكي وارتجف من الخوف انو يجي المدير او يفضحوني قدام الصف، وانا بعرف كل الاولاد بعمرنا ممكن يغلطو ويتخانقو بس انا كان عندي الموضوع اكبر من حجمو، الخوف كان يسيطر على كل شي عندي
حتى الملاهي كانت عقدة، كل الاولاد يركبو المرجيحه العاليه ويضحكو، وانا اذا اجيت اجرب اركب نص دقيقه بحس حالي رح اموت، جسمي يتعرق ويدي تتجمد وارجف لدرجة الناس يطلعو فيني ويضحكو، وكنت ارجع عالبيت مكسور الخاطر انو انا مش زي باقي الاطفال، حتى لما كبرت شوي وصرت شاب بضل الخوف يركبني من ابسط الاشياء، اذا المدير بالدوام ناداني فجأة على مكتبه ينهار جسمي من الداخل، بظل ارسم سيناريوهات انو يمكن فصلني يمكن لقى غلط كبير، وادخل عالغرفه وانا اصلا راسي مدوّخ وركبي عم يطقطقو
المشكله انو الناس يفكرو اني هادي او محترم لاني ما بدخل بخناق وما برفع صوتي، بس الحقيقه غير، انا بكون مرعوب من جوه وما عندي الجراءه حتى احكي رايي بصراحه، بطلع صوتي مكسور ونفَسي مقطوع وانا بحاول ادافع عن نفسي، بذكر مره كنت بالمول وكان في زلمه تعدى علي بالصف وقال كلمات مهينه، كل الناس كانت تطلع مستنياني ارد وادافع عن حالي، بس انا ابتسمت ابتسامه بايخه ومشيت كأني ما سمعت، وبعدها بالليل ضليت ابكي واحكي لحالي ليش ما كان عندي شجاعه ارد؟ ليش بظلني جبان هيك؟
حتى بحياتي الشخصيه مع اصحابي وبالبنات كنت دايماً اتجنب المواجهه، اذا بنت عجبتني مستحيل احكي، واذا حسيت في موقف لازم اتصرف بضلني ساكت، مرات بحس اني عايش متفرج مش مشارك بالحياه، كل شي بيمر قدامي وانا واقف مكبل بخوفي، نفسي مره وحده يكون عندي الجرأه اوقف قدام الناس واحكي اللي بدي اياه من غير ما ينهار جسمي ويرجف
هالخوف دمرلي اوقات كثير بحياتي، صار مثل لعنه، كل ما احاول اكسرها بلاقيها ماسكه فيني من جديد، وانا تعبت من كوني دايماً الاضعف والاهون بعيون نفسي قبل الناس