اعتراف #ar_confessions_522

انا عمري ما كنت متخيلة اني اوصل لمرحلة دي، بس حصل وانا دلوقتي غرقانة فيها ومش عارفة ازاي اطلع، انا بنت عادية من بره في نظر كل الناس، بشتغل وبقضي حياتي زي اي واحدة، بس جوايا في سر محدش يعرفه، اني بقيت مدمنة على المكالمات الجنسية، الجنس الهاتفي بقى جزء من يومي، حاجة بتهربني من الضغط ومن الواقع ومن الوحدة اللي بحسها طول الوقت.

الموضوع ابتدا معايا بالصدفة، كنت بكلم واحد على الشات وعادي بنتسلى ونتكلم، فجأة الحوار اتقلب جد، وبقينا نقول حاجات مالهاش لازمة، وبعدها اتطور وبقينا نتكلم في التليفون، وانا في الاول كنت مرعوبة وقلبي بيخبط، بس حسيت بإثارة عمري ما حسيتها قبل كده، ومن يومها بقيت بدور على نفس الاحساس ده، كل ما اتضايق أو احس بملل أو فراغ بعمل نفس الحركة وأدور على مكالمة زي دي.

بقيت اعرف ناس من بلاد مختلفة ومن مناطق مختلفة، كل واحد وليه طريقته وكلامه، وانا اتعلمت ازاي اسيطر على الحوار وازاي اخليهم ينجنوا بكلمة ولا بجملة، وانا نفسي ببقى مولعة وعايشة الدور كأني فعلاً موجودة معاهم، مع ان الحقيقة انا قاعدة في أوضتي مقفولة عليا الباب، مفيش اي حاجة حقيقية بتحصل، بس الاحساس ده بالنسبالي بقى زي المخدر، ينسيني كل حاجة تانية.

اكتر حاجة مخوفاني اني بقت مش قادرة استمتع بعلاقة طبيعية، جربت ارتبط واتكلم جد مع شاب، بس عقلي بيروح على طول للجزء ده، ببقى مستنية اللحظة اللي الكلام يتحول لنفس النمط اللي انا متعودة عليه، ولو ما حصلش بحس ان في حاجة ناقصة، وكأني بعيش علاقتي بنص طاقة بس، وده بيخليني اتلخبط بين الصح والغلط، بين انا مين وعايزة ايه فعلاً.

عارفة ان في ناس لو عرفت الموضوع ده عني هيتصدمو، هيشوفوني واحدة منحرفة او تافهة، بس الحقيقة اني انا نفسي تعبانة من الموضوع ده، مش عشان المتعة نفسها، لكن عشان الاحساس بالادمان، يعني انا بفضل اقنع نفسي كل مرة ان دي اخر مكالمة، اني مش هعمل كده تاني، وبلحظة ضعف ارجع اعملها من جديد، والدايرة تفضل تلف وتلف.

مرات كتير بعد ما اقفل الخط بحس بفراغ رهيب، كأني كنت بهرب من حياتي ومن وحدتي ومن ضغط الواقع، وبمجرد ما يخلص الهروب ده بلاقي نفسي راجعة لنفس المكان ونفس الاحساس بالعجز، وساعات اقعد ابكي من غير سبب واضح، يمكن عشان حاسة اني بخون نفسي، او عشان عارفة اني بعمل حاجة مش هتفيدني بأي شكل، بالعكس هتفضل تاكل مني لحد ما تخلصني.

بس الغريب اني في وسط كل التناقض ده، في لحظات بكون مبسوطة قوي، مبسوطة من السيطرة ومن الاحساس بالقوة واني مطلوبة ومسموعة، حتى لو مجرد صوت من ورا سماعة، حتى لو الشخص اللي بكلمه مش هشوفه ولا هيشوفني في يوم من الايام، الاحساس اللحظي ده بيغطي على كل حاجة، وانا دي اكتر حاجة مربطاني، الاحساس اللحظي اللي عمري ما بلاقيه في اي حاجة تانية.

انا عارفة اني داخلة على طريق خطر، وان الموضوع ممكن يكبر اكتر ويتحول لحاجة اسوأ، بس لحد دلوقتي مش لاقية الجرأة ولا القوة اني اقفله من جذوره، بحس اني ضعيفة جداً قدام رغبتي، وان اي مقاومة مني بتنتهي بفشل، عشان كده ساعات بسكت واقول لنفسي: يمكن دي طريقتي الوحيدة عشان احس اني عايشة، حتى لو ده هيهلكني في الآخر.
تاريخ الإرسال: 2025-09-02 - 09:07:29
تمت الموافقة: 2025-09-02 12:07:37
عدد المشاهدات: 26

ردود الفعل

العودة إلى الصفحة الرئيسية

الإبلاغ عن الاعتراف

تم الإبلاغ عن الاعتراف بنجاح. شكراً لمساهمتك في تحسين الجودة.