تخيل انا مرات بقعد مع حالي وبضحك على حالي من الغيرة الي باحسها من حرمة اصلا ميّتة، يعني زوجي قبل ما يتجوزني كان متجوز وحدة قبلي، وبقوا مع بعض سنين طويلة بس الله اختارها ورحلت عن الدنيا، وانا اجيت بعدين ودخلت حياته كزوجة جديدة، بس والله العظيم مهما حاولت اقنع نفسي انها صفحة وانطوت، بحس جواتي في حرب ما بتخلص، كل ما شفته ساكت او قاعد يفكر بروحه، ييجي عقلي دغري يصورلي انه بفكر فيها هي، انه قلبه بعدها معاها مش معي، وانه مهما عملت مش راح اوصل للمكانة الي كانت واصلة إلها
بحس انه الذكريات زي شبح بيلف بيني وبينه، يمكن صورة قديمة، يمكن كلمة من اهله عن طيبتها، يمكن موقف صار معهم، كل هالاشياء تخليني اغار منها اكتر من لو كانت موجودة قدامي، لانه انا بقدر أتعامل مع حدا حيّ، بقدر احكي معاه او اثبت وجودي قدامه، بس مع الموت؟ مع الذكرى؟ ما عندي حيلة، وصرت مرات اكره حتى صورتها الي معلقة بالبيت عند امه، بحسها تراقبني وتقول: "هو بعده إلي حتى لو مشيت"، وانا جوّاي يغلي
بتصير تجي في بالي أسئلة غريبة: هل هو بيفكر فيها لما ينام جنبي؟ هل بيقارن بينا بدون ما يحكي؟ هل بتوجع قلبه ذكراها اكتر من فرحته فيني؟ اوقات بحاول اقنع حالي انه هالغيرة عيب وحرام، بس ما بقدر، الغيرة هادي ما الها حدود، صارت تاكل من ثقتي في نفسي، صرت اشك بحالي انه انا مجرد بديل مش اكتر، بديل عن حب اول ما رح بيروح، وصرت اضيع بين محاولتي أرضيه وبين صوتي الداخلي الي بيقلي: "مهما عملتي، مكانها مش رح يتغير"
انا بحب زوجي والله بحبه حب ما بتخيله، وبحاول اكون له كل شي، حبيبة وصديقة وام لأولاده، بس شعور انه قلبه مقسوم بيني وبين قبر وحدة تانية قاتلني من جوّا، يمكن الناس لو يعرفو شو بفكر يقولولي مجنونة، بس انا حاسة انه انا عايشة منافسة مع وحدة غايبة عن الدنيا، وانه حتى لو ما حدا شايفها غيري، انا بعيش وجودها بكل تفصيلة من حياتنا.