انا دايمًا بعيش بحالي، ما الي بالناس ولا بحب ازايد ولا احكي كثير، يعني انا من النوع اللي اذا احتاج شي بطلبه بطريقة محترمة و مختصرة، وبخلص حديثي بكلمة شكر، ما بحب اطول ولا الف وادور، ولا بحب الفضفضة الزايدة ولا الحكي الفاضي، بس الغريب انو رغم كل هدوئي الناس دايمًا بتفهمني غلط، بتتعامل معي كأني متكبر او كأني شايف حالي، وهاد اشي مش صحيح نهائي، انا بس بحب أكون بعيد، ما بحب الضجة ولا بحب اكون مركز الانتباه، بحب اني اعيش ببساطة، بحدودي، و اترك كل انسان بحاله.

المشكلة الحقيقية بتبدأ لما حدا يتجاوز معي، لما حدا يتذاكى او يحاول يستفزني، يعني انا طول الوقت ساكت، ما بآذي حدا، ما بتدخل بحياة حدا، بس اذا حد قزّني او تجاوز الخطوط، بتطلع مني ردة فعل قوية، عنيفة، صريحة لدرجة بتصدمهم، وبس يشوفوني هيك بصيرو يقولولي انت شخص صعب، انت عصبي، انت سيء، بس ما بيفكرو باللحظة اللي سبقت الانفجار، ما بفكرو اني تحملت كثير وسكت كثير وما حكيت، اني دايمًا بحاول احافظ على احترام بيني وبين الناس حتى لو هم ما بستاهلو.

كل مرة بصير نفس الشي، بكون قاعد بحالي مرتاح، ما جاي على سيرة حدا، وبيجي حدا يبلّش حكي سخيف او تصرف غبي، وكأنهم مش متعودين على الناس الهادية، كأنهم ما يرتاحو إلا لما يشوفو رد فعل، وانا بصراحة ما عندي صبر لهالنوع، بعطي مرة، مرتين، بعدين بس اوصل للحد، بتصير الكلمة عندي مثل السيف، وما بهمني بعدها شو يحكو، لانو انا بعرف نفسي، بعرف اني مش مؤذي، بعرف اني ما ببدأ بالشر، بس الناس بتحب تلعب دور الضحية بعد ما تغلط فيك.

انا يمكن ملامحي هادية بس جواتي عواصف، يمكن الناس تشوف اني بارد بس الحقيقة اني بحس بكل شي وبحاول اكتمه، بحاول ما افجّر ولا اتكلم، لاني بعرف اني اذا حكيت ممكن اجرح، وانا ما بحب اجرح، بس لما حد يستقصدني او يتجاوز عليّ، ساعتها ما برحم، يمكن عشان سنين طويلة وانا بسكت، وبتراكم، بتراكم لحد ما ينفجر كل اشي بلحظة.

في ناس بيحكولي خفّف من حِدتك، بس ما بيفهمو اني مش بحِد، انا بس بوقف عند نقطة بقول فيها “خلص”، وهاد مش ضعف، ولا قسوة، هاد حدودي اللي بحمي فيها نفسي، لان العالم صاير غريب، اذا كنت طيب بيستغلوك، واذا كنت محترم بيستهينو فيك، واذا كنت ساكت بيعتبروك غبي، واذا رديت بتصير انت السيء.

انا ما بطلب كتير من الناس، بس بدي بس يفهمو اني ما بحب المشاكل، اني شخص بسيط، وبس بدور على راحتي، بس الظاهر بهالزمن الهدوء صار تهمة، والاحترام صار ضعف، وكونك ما بتحب تختلط بالناس صار دليل انك متكبر، مع اني والله بس بحب اكون بحالي، بعيد عن وجع الراس، بعيد عن الناس اللي بتحب تحشر حالها بكل شي، بس شو أعمل اذا كل مرة بدي أعيش ببساطة بطلعلي حدا يختبر صبري، وانا مش قدّيس، انا انسان، وبالآخر لما بنفجر بصيرو ينسو كل الهدوء اللي قبل وبتعلق ببالهم بس لحظة الغضب، بس محد فيهم سأل حاله: ليه الغضب صار؟